للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإِسناد، فيرويه عنه، كحديث جابر بن عبد الله مرفوعًا "من كثرت صلاته بالليل حَسُن وجهه بالنهار". قال الحاكم: دخل ثابت على شريك، وهو يقول: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسكت ليكتب المستملي، فلما نظر إلى ثابت قال: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار"، وقصد بذلك ثابتًا لزهده وتهجده، فظن ثابت أن متن ذلك الإِسناد، فكان يحدث به، وإنما هو قول شريك، فهو أشبه الموضوع بغير قصد، وليس بموضوع حقيقة.

وحكم الإدراج، قال ابن الصّلاح والنّوويّ: إنه بأقسامه حرام بإجماع أهل الحديث والفقه، لكن قال ابن السَّمعانيّ: عندي أن ما أُدرج بتفسير غريب لا يمنع، ولذلك فعله الزُّهْريّ وغير واحد من الأئمة، ونقل عن الماوَرْدِيّ والرويانيّ وابن السَّمعانيّ أنهم قالوا: إن من تعمد الإدارج ساقطُ العدالة، وهو ممن يحرف الكَلِم عن مواضعه، فكان ملحقًا بالكذابين.

ونظم العراقيُّ في ألفيته أقسام المدرج فقال:

المدرَجُ الملحقَ آخر الخبر ... من قول راوٍ ما، بلا فصل ظهر

نحو: إذا قلت التشهدّ وصل ... ذاك زهير، وابن ثوبان فصل

قلت: ومنه مدرج قبل قلب ... فأسبغوا الوضوء، ويل للعقب

ومنه جمع ما أتى كل طرف ... منه بإسناد بواحد سلف

كوائل في صفة الصلاة قد .... أدرج ثم جئتهم وما اتحد

ومنه أن يدرج بعض سند ... في غيره مع اختلاف السند

نحو "ولا تنافسوا" في متن "لا ... تباغضوا فمدرج قد نقلا

من متن "لا تجسسوا" أدرجه ... ابن أبي مريم إذْ أخرجه

ومنه متن عن جماعة ورد ... وبعضهم خالف بعضًا في السند

فيجمع الكل بإسناد ذكر ... كمتن "أي الذنب أعظم" الخبر

فإن عَمْرا عند واصل فقط ... بين شقيق وابن مسعود سقط

وزاد الأعمش، كذا منصور ... ومحمد الإدراج لها محظور

<<  <  ج: ص:  >  >>