الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال:"يتزوج حفصة من هُو خيرٌ من عثمان، ويتزوَّج عثمان من هُو خُيرٌ من حفصة، فلقي أبو بكر عمر، فقال له: لا تجِدْ عليَّ، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر حفصة، فلم أكن أفشي سرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولوَ تركها لتزوجتها"، فتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة بسنتين، وقيل: ثلاث وهو الراجح؛ لأن زوجها قُتل بأحُد سنة ثلاث.
ولدت قبل: المبعث بخمس سنين، طلقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أن جبريل قال له: أرجعْ حفصة، فإنها صوّامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة.
وروي عن عُقبة بن عامر طلّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حفصة بنت عمر، فبلغ ذلك عمر، فحَثَى التراب على رأسه، وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمةً لعُمر.
وفي رواية: دخل عُمر على حفصة وهي تبكي، فقال: لعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد طلَّقك، إنه كان قد طلّقك مرة، وإنه راجعك من أجلي، فإن كانْ طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدًا.
وأوصى عمر بعد موته إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى عبد الله بن عمر بما أوصى به إليها عمر، وبصدقة تصدقت بها، وبمال وقفته في الغابة.
لها ستون حديثًا، اتّفقا على ثلاثة، وانفرد مسلم بستة.
روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن أبيها.
وروى عنها: أخوها عبد الله بن عُمر، وابنه حَمْزة، وزوجته صَفيّة بنت أبي عُبيد، وأم بِشر الأنصارية، والمسيَّب بن رافع، وخلق.
ماتت لما بايع الحسن معاوية سنة إحدى وأربعين. وقيل: بل بقيت إلى خمس. وقال نافع: ماتت حفصة حتى ما تُفطر، ورأيت مروان بين أبي سعيد