فالأول: الأقرع بن حابس بن عقال بن سفيان التميمي المُجاشعي الدارِمي، قيل: اسمه فراس، وإنما قيل له: الأقرع لقَرَع كان برأسه.
كان شريفًا في الجاهلية والإِسلام، وقد على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشهد فتح مكة وحُنينًا والطائف، وكان من المؤلَّفة، وحسُن إسلامه. وقال الزُّبير في النسب: كان الأقرع حَكَمًا في الجاهلية، وفيه يقول جرير، وقيل: غيره لما تنافرا إليه هو والقرافصة، أو خالد بن أرطاة.
يا أقرعُ بنَ حابسٍ يا أقرعْ ... إن تصرعِ اليومَ أخاكَ تُصرعْ
وروي أن الأقرع بن حابس وعُيينة بن حصن شهدا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتح مكة وحنينًا والطائف، فلما قدم وقد بني تميم كانا معه، فلما دخل وقد بني تميم المسجد نادَوْا النبي -صلى الله عليه وسلم- من وراء حجرته أن اخرج إلينا، فأذى ذلك من صياحهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فخرج إليهم، فقالوا: يا محمد، جئنا نفاخرك. ونزل فيهم قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[الحجرات: ٤]، وكان فيهم الزِّبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم.
وروي من طريق أخرى أنه لما نادى النبي -صلى الله عليه وسلم- من رواء الحجرات ولم يُجِبْه، قال: يا محمد: إن مدحي لزينٌ، وإن ذمي لشينٌ. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ذلكم الله".
وروي عن أبي هريرة: أبصر الأقرع بن حابس النبي -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّل الحسن ... الحديث.
ورُوي عن أبي سعيد الخُدري، قال: بعث عليٌّ على النبي -صلى الله عليه وسلم- بذهيبة من اليمن، فقسمها في أربعة، أحدهم الأقرع بن حابس.
وروي أن أبا بكر لما قدم وقد بني تميم قال: يا رسول الله صلّى الله عليك