الزُّبيري: حج الحسين بن علي خمسًا وعشرين حَجة ماشيًا.
وعن بشر بن خالد قال: سمعت ابن الزُّبير وهو يسأل حسين بن علي: يا أبا عبد الله: ما تقول في فكاك الأسير على من هو؟ قال: على القوم الذين أعانهم. وربما قال: قاتل معهم. قال سفيان: يعني يُقاتل مع أهل الذِّمة فيُفَك من جزْيتهم. قال: وسمعته يقول له: يا أبا عبد الله: متى يجب عطاء الصبي؟ فقالَ: إذا استهلَّ وجب له عطاؤه ورِزْقهْ. وسأله عن الشّرب قائمًا. فدعا بلِقْحة له، فحلبت، وشرب قائمًا، وناوله. وكان يعلِّق الشاة المصلية، فيطعمنا منها ونحن نمشي معه.
وعن عبد الله بن نُجَيٍّ عن أبيه أنه سافر مع علي بن أبي طالب، وكان صاحب مِطْهرته، فلما جاؤوا نينوى وهو منطلق إلى صُفين، نادى علي: صبرًا أبا عبد الله، صبرًا أبا عبد الله، بشط الفرات. قلت: مَنْ ذا أبا عبد الله؟ قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعيناه تفيضان. فقلت: يا نبي الله أأغضبك أحد؟ قال:"بل قام من عندي جبريل، وقال قبل فحدثني أن الحسين يُقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أُشِمّك من تربته؟ قلت: نعم. فمد يده فقبض قبضة من تراب، فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضت".
وعن شَقيق، عن أُم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فنزل جبريل، فقال: يا محمد: إن أمتك تقتُل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضمَّه إلى صدره، ثم قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وضعت عندك هذه التربة، فشمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال:"ريح كربٍ وبلاء". وقال لأُم سلمة:"يا أُم سلمة: إذا تحولت هذه التربة دمًا فاعلمي أن ابني الحسين قد قُتل". فجعلَتْها في قارورة، وجَعَلَتْ تنظر إليها كل يوم، وتقول: إن يومًا تَحَوَّلين دمًا ليوم عظيم.
وروي أن السماء مكثت سبع ليال بأيّامهن لما قُتل كأنها علقة.
وقال عمّار الدُّهني: مرَّ علي رضي الله عنه على كعب، فقال: يُقتل من