في "فإذا" فجائيةٌ، وجالسٌ خبرٌ عن المَلَكِ، والذي صفتُهُ نحوُ: خرجتُ فإذا الأسدُ بالبابِ، ويجوزُ نصب جالسٍ على الحال، ويكونُ الخبرُ مقدرًا، أي: فإذا الملَكُ حاضرٌ حالَ كونِه جالسًا، وكرسيُّ بضَمِّ الكافِ وقد تُكْسر، وقوله:"بين السماءِ والأرضِ" ظرفٌ في محلِّ جرٍّ صفةٌ لكرسي.
وقوله:"فَرُعِبْتُ مِنْهُ" بضم الراءِ وكسر العين المهملةِ بالبناءِ لما لم يُسمَّ فاعِلُه، وفي رواية بفتح الراء وضمِّ العين، أي فَزِعتُ.
وقوله:"فَرَجَعْتُ"، أي: إلى أهلي بسبب الرعب.
وقولهُ:"زَمِّلُوني زَمِّلُوني" بالتكرار مرتين لأَبَوَيْ ذرٍّ والوقت، وللمؤلف في التفسير ومسلم:"دَثِّروني" وهو أنسبُ لقولِه تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} ولأبوي ذرٍّ والوقتِ والأصيلي: عَزَّ وجلَّ، بدلَ قولِه: تعالى، والتدثيرُ والتزميلُ بمعنى، ونداؤه بهذا إيناسٌ له وتلطفٌ، والمعنى يا أيُّها المدثرُ بثيابِه، وعن عكرمةَ أي: المدثرُ بالنبوِة وأعبائِها.
وقوله:{قُمْ فَأَنْذِرْ} أي: حَذِّرْ من العذابِ مَنْ لم يُؤمن بك، وفيه دلالةٌ على أنه أمرٌ بالإِنذارِ عَقِبَ نزولِ الوحي للإِتيانِ بفاء التعقيبِ، واقْتَصَرَ على الإِنذارِ لأن التبشيرَ إنما يكونُ لِمَنْ دَخَلَ في الإِسلامِ، ولم يكن إذ ذاك مَنْ دَخَلَ فيه، وقولهُ:{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} أي: عَظِّمْ، {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أي: من النَّجاساتِ، وقيلَ: الثيابُ: النفسُ كما قال الشاعرُ:
فَشككْتُ بالرُّمح الطويلِ ثيابهُ ... ليسَ الكريمُ على القَنى بِمُحَرَّمِ