للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول من رجاله سعيد بن عُفير، وقد مرَّ في الثالث عشر من كتاب العلم، ومرَّ الليث وعقيل وابن شهاب في الثالث من بدء الوحي، ومرَّ محمود بن الربيع في التاسع عشر من كتاب العلم، ومرَّ عتبان في الذي قبل هذا، ومرَّ أبو بكر الصديق في باب "من لم يتوضأ من لحم الشاة" بعد السبعين من كتاب الوضوء.

وأما مالك، فهو ابن الدُّخْشُم، بضم المهملة والمعجمة بينهما خاء معجمة، ويقال: بالنون بدل الميم، ويقال كذلك بالتصغير، من بني عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ، مختلف في نسبته. شهد العقبة في قول ابن إسحاق وموسى والواقديّ، وقال أبو مَعْشَر: لم يشهد العقبة، وكذلك قال داود بن الحصين، ولم يختلفوا أنه شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد، وهو الذي أَسَرَ سُهيل بن عمرو يوم بدر، وأنشد الزبير بن بكّار في أسر سهيل:

أسرتُ سهيلًا ولن أبتغي ... أسيرًا به من جميع الأمم

وخندفُ تعلم أنّ الفتى ... سهيلًا فتاها إذا تصطلم

ومن طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- مع مَعن بن عَدِيّ فأحرقا مسجد الضرار، وكان يتهم بالنفاق، وهو الذي أسَرَّ فيه الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ فقال الرجل: بلى، ولا شهادة له. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أليس يصلي؟ قال: بلى، ولا صلاة له. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"أولئك الذين نهاني الله عنهم".

والرجل الذي سارَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فيه هو عتبان بن مالك، وهذه القصة غير التي وقعت في بيت عتبان بن مالك، حين صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته. قال ابن عبد البَر: لا يصح عنه النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه.

والحصين المراد به حُصين بن محمد الأنصاريّ السالميّ المدنيّ، وكان من سَراتهم. سأله الزُّهريّ عن حديث محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك فصدقه. قال أبو حاتم: روى عن عتبان، وعنه الزُّهريّ، مرسل ذكره ابن حبّان في الثقات، وذكره البخاريّ في تاريخه وغير واحد فيمن اسمه حصين، وزعم

<<  <  ج: ص:  >  >>