ورُوي عن عائشة، رضي الله عنها قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحدٌ يَعْتَدُّ عليهم فضلًا، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ وأسيد بن حُضير وعباد بن بشر. وروي عنها أيضًا قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن بعد النبي صلى الله تعالى وسلم من المسلمين أحد أفضل منهم: سعد بن معاذ وأُسيد بن حُضير وعباد بن بشر. قال عباد بن عبد الله: والله ما سماني أبي عبادًا إلا به، وكان عباد بن بشر ممن قَتَل كعب بن الأشرف اليهوديّ، الذي كان يؤدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحرض على أذاه. وقال عباد بن بشر في ذلك شعرًا:
صرختُ به فلم يعرض لصوتي ... ووافى طالعًا من رأس جدرِ
فعدت له فقال من المنادي ... فقلت له أخوك عباد بن بشر
وهذي دِرعنا رهنًا فخذها ... لشهر إن وفي أو نصف شهر
فقال: معاشر سَغِبوا وجاعوا ... وما عدموا الغنى من غير فقر
فأقبلَ نحونا يهوي سريعًا ... وقال لنا: لقد جئتم لأمر
وفي أيماننا بيضٌ جداد ... مدربة بها الكفارَ نفري
فعانقه ابن مَسلمة المروي ... بها الكفارَ كالليث الهزبر
فكان الله سادسَنا فأُبنا ... بأنعم نعمة وأعز نصر
وجاء برأسه نفرٌ كرامٌ ... هم ناهيك من صدق وَبِرِّ
والذين قتلوا كعبَ بن الأشرف محمدُ بن مَسْلَمة والحارثُ بن أوس وعباد بن بشر وأبو عبس بن جَبر وأبو نائلة سلكان بن وقش الأشهلي.
روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فسمع صوت عباد بن بشر فقال: يا عائشة، صوت عباد بن بشر هذا؟ قلت: نعم، قال: اللهم اغفر له. روى عنه عباد بن بشر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا معشر الأنصار، أنتم الشِّعار والناس الدِّثار، فلا أُوتين من قبلكم" ويُحفظ العباد بن بشر غير هذا الحديث. فقُتِل يومَ اليمامة شهيدًا، وكان له يومئذ بلاءً وغَناء، فاستشهد يومئذ وهو ابن خمس وأربعين سنة.