سألت أبا داود عن حديث فُضيل بن سليمان بن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزّهري فقال: ليس بشيء، انما هو حديث ابن المنكدر.
قال ابن حجر في مقدمته: روى له الجماعة، وليس له في البخاريّ سوى أحاديث توبع عليها، منها في الخُمس حديثه عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر في إجلاء اليهود، تابعه عليه ابن جُريج. ومنها في المناقب حديثه بهذا الإسناد في قصة زيد بن عمرو بن نُفيل، تابعه عليه عبد العزيز بن المختار عند أبي يعلى، ومنها حديثه عن مسلم بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن جابر، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وتابعه عليه عند سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن جابر، وسمّى المبهم المذكور أبا بردة بن نيار. ومنها في الطهارة حديثه عن منصور بن عبد الرحمن عن عائشة، أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها الحيض ... الحديث، تابعه عليه ابن عُيينة ووهب وغيرهما. ومنها في الرِّقاق عن أبي حازم عن سهل بن سعد في حفر الخندق، تابعه عليه عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، ومنها بهذا الإِسناد حديث "ليدخلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفًا ... " الحديث، تابعه عليه عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه.
قلت: فيما قاله ابن حجر نظر من وجهين، أحدهما أن هذا الحديث رواه عنه البخاري .. ولم يذكره ابن حجر، والثاني أنه قال إن الحديث المذكور في الطهارة، المروي عن صفية بنت شيبة، مرويٌّ عنه، وليس كذلك، فإنه هو الحديث الرابع من أحاديث الحيض، وليس مرويًا عنه، بل هو مرويّ عن زهير بن معاوية عن منصور بن عبد الرحمن، والكمال لله وحده. روى عن أبي مالك الأشجعيّ وغيره، وروى عنه أبو عاصم الضحاك وغيره.
الثالث: موسى بن عقبة، وقد مرَّ في الخامس من كتاب الوضوء، ومر نافع في الثالث والسبعين من كتاب العلم، ومرَّ سالم بن عبد الله في السابع عشر من كتاب الإيمان، ومرَّ عبد الله بن عمر في أول كتاب الإيمان قبل ذكر حديث منه.
فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع، وفيه التحديث بصيغة