ثم ذكر المؤلف ستة آثار معلقة كلها بصيغة الجزم الدالة على صحتها.
الأول: وكتبَ عمر بن عبد العزيز إلى عَدِيّ بن عَدِيّ: إنَّ للإِيمان فَرائضَ وشرائعَ وحُدودًا وسُنَنًا، فمَنِ استكملها استكمَل الإِيمان، ومَنْ لم يستكملها لم يَسْتَكْمِل الإِيمان" فإن أعِش فسأُبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمُت فما أنا على صُحْبَتِكم بحريص.
وقوله: "إن للإِيمان" كذا ثبت في معظم الروايات باللام، و"فرائض" بالنصب على انها اسم إن، وفي رواية ابن عساكر: "فإن الإِيمانَ فرائضُ" على أن الإِيمان اسم إن، وفرائض خبرها.
وقوله: "وشرائع" أي عقائد دينية.
وقوله: "وحُدودًا" أي منهيات ممنوعة.
وقوله: "وسُنَنًا" أي مندوبات.
وقوله: "فإن أعِش فَسَأبيِّنُها لكُم" أي: أبين تفاريعها لا أصولها، لأن أصولها كانت معلومة لهم، مجملة، وليس في هذا تأخير البيان عن وقت الحاجة، لأن الحاجة هنا لم تتحقق، والغَرَض من هذا الأثر أن عمر بن عبد العزيز كان ممن يقول: إن الإِيمان يزيد وينقص، حيث قال: استكمل ولم يستكمل، فالمراد هنا أنها من المكمِّلات، لأن الشارع أطلق على مكملات الإِيمان إيمانا.
والتعليق المذكور وصله أحمد بن حَنْبل، وأبو بَكر ابن أبي شَيْبة في كتاب الإِيمان لهما، من طريق عيسى بن عَاصم، وأخرج أبو الحسن عبد الرحمن بن عُمر بن يزيد رُسْتَه في كتاب الإِيمان تأليفه بإسناد صحيح.
ورجاله اثنان:
الأول: عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن