الثلاثة بعد التشهد الأول خلافًا لمالك وقد استوفى الكلام على هذا في باب التكبير إذا قام من السجود.
وقوله:"إن كانت هذه لصلاته" كلمة إن هذه مخففة من الثقيلة وأصلها أنه أي الشان، وقوله: هذه اسم كانت إشارة إلى الصلاة التي صلاها أبو هريرة. وقوله: لصلاته خبر كانت واللام فيه للتأكيد وهي مفتوحة قال أبو داود في سننه بعد أن روى هذا الكلام الأخير: هذا يجعله مالك والزبيدي وغيرهما عن الزهري عن الحسين بن علي مرسلًا وكذا أخرجه سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن الزهري لكن لا يلزم من ذلك أن لا يكون الزهري أيضًا رواه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وغيره عن أبي هريرة ويؤيد ذلك ما تقدم في باب التكبير إذا قام من السجود عن عقيل عن الزهري فإنه صريح في الصفة المذكورة مرفوعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقوله:"قالا" يعني أبا بكر بن عبد الرحمن وأبا سلمة وهو موصول بالإسناد المذكور إليهما. وقوله: يدعو قيل هو خبر آخر لكان أو عطف على يقول بدون حرف العطف والأوجه أن يكون حالًا من الضمير الذي في يقول من الأحوال المقدرة.
وقوله:"فيسميهم" الفاء فيه للتفسير. وقوله:"أنج" بفتح الهمزة أمر من أنجى إنجاء والأمر في مثل هذا طلب والوليد وصاحباه يأتي تعريفهما قريبًا.
وقوله:"والمستضعفين" أي: وأنج المستضعفين من المؤمنين وهو من عطف العام على الخاص. وقوله:"اشدد" بضم همزة الوصل أمر من شد. وقوله:"وَطأتك" بفتح الواو وسكون الطاء وفتح الهمزة من الوطء وهو الدوس بالقدم في الأصل ومعناه هنا خذهم أخذًا شديدًا ومنه قول الشاعر:
ووطأتنا وطأً على حنق ... وطء المقيد ثابت القدم
ومُضَر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة ابن نزار بن معد بن عدنان وهو شعب عظيم فيه قبائل كثيرة كقريش وهذيل وأسد وتميم وهو شعب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واشتقاقه من اللبن المضير أي: الحامض.
وقوله:"اجعلها" أي: الوطأة. وقوله:"كسني يوسف" أي: كالسنين التي كانت في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام مقحطة ووجه التشبيه امتداد زمان المحنة والبلاء والبلوغ غاية الشدة والضراء وجمع السنة بالواو والنون شاذ من جهة أنه ليس لذوي العقول ومن جهة تغير مفرده بكسر أوله ولهذا جعل بعضهم حكمه كحكم المفردات وجعل نونه متعقب الإعراب قال الشاعر:
دعاني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيبًا وشيبننا مروا
واستدل به على أن محل القنوت بعد الرفع من الركوع وعلى أن تسمية الرجال بأسمائهم فيما