فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "آمين" فقُلنا: يا رسول الله، ونحن نسأَلُك علمًا لا يُنسى، فقال:"سَبَقكم بها الغُلام الدَّوْسي".
وقال طَلْحة بن عبيد الله: لا أشُكُّ أن أبا هُريرة سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع.
وقال ابن عُمر: أبو هُريرة خيرٌ مني، وأعلم بما يُحدث.
وأخرج الترمذي عن عمر أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحفظنا لحديثه وأخرج البخاري في "الصحيح" عن أَبي هريرة، قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك، قال:"لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث".
وأخرج أحمد من حديث أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء لا يسأله عنها غيره.
وقال أبو نعيم كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودعا له بأن يحببه إلى المؤمنين.
وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة أنه قال: أما والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني، قيل له: وما علمك بذلك يا أبا هريرة، قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإِسلام، وكانت تأبى علي، فدعوتها يومًا، فأسْمَعَتْني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فذكرت له، فقال:"اللهم اهْدِ أمَّ أبي هريرة" فخرجت عدوًا فإذا الباب مجافٍ، وسمعت خضخضة الماء، ثم فتحت الباب، فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فرجعت وأنا أبكي من الفرح، فقلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين، فدعا.
وأخرج ابن سَعْد من طريق قُرة بن خالد، قلت لمحمد بن سيرين: أكان أبو هريرة مُخْشَوْشِنًا؟ قال: لا كان لينًا، قلت: فما كان لونه؟ قال: أبيض، وكان يخضِب، وكان يَلبسُ ثوبين مُمَشَّقين، وتمخط يومًا،