وأخرج أحمد والنَّسائي بسند صحيح، عن أبي هُريرة أنه قال حين حضره الموت: لا تضرِبُوا علي فُسطاطًا، ولا تَتْبَعُوني بمجْمَرة، وأسرعوا بي. وعن أبي سَلَمة، عن أبي هُريرة قال: إذا مُتُّ فلا تَنُوحوا علي، ولا تَتْبَعُوني بمِجْمَرة، وأسرعوا بي.
وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق مالك، عن سعيد المَقْبُري، قال: دخل مروان بن الحَكم على أبي هريرة في شكواه التي مات فيها، فقال: شفاك الله، فقال أبو هريرة: اللهم إني أُحِبُّ لقاءك فأحْبِب لقائي، فما بلغ مروان وسط السوق حتى مات.
وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سُفيان، وفي القوم ابن عُمر وأبو سعيد الخُدْريّ، وكتب إلى معاوية يُخبره بموته، فكتب إليه: انظر مَنْ ترك، فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم، وأحْسِن جوارهم، فإنه كان ممن نصر عثمان يوم الدار.
مات سنة سبع وخمسين على الصحيح في قصره بالعَقِيق، وحُمِل إلى المدينة، وقيل: مات سنة ثمان، وقيل: سنة تسع، وصلى على عائشة في رمضان سنة ثمان.
له خمسة آلاف حديث وثلاث مئة وأربعة وسبعون حديثًا، اتَّفَقا على ثلاث مئة وخمسة وعشرين، وانفرد البخاري بتسعة وسبعين، ومسلم بثلاثة وتسعين -بتقديم التاء-.
روى عن: أبي بكر، وعُمر، والفَضْل بن عباس، وأُبَيّ بن كعب، وأسامة بن زَيْد، وعائشة.
وروى عنه: ولده المُحَرَّر بمهملات، ومن الصحابة: ابن عُمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وواثِلة بن الأسْقَع، ومن كبار التابعين: مروان ابن الحَكَم، وقَبيصَة بن ذُؤَيب، وسعيد بن المُسيِّب، وعُروة بن الزُّبير، وأبو سعيد المَقْبُري، وعِرَاك بن مالِك، وسالم بن عبد الله بن عُمر،