للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورجاله ثقات إلا عبد الله بن سِيدان وهو بكسر السين المهملة بعدها تحتانية ساكنة، فإنه تابعي كبير إلا أنه غير معروف العدالة. قال ابن عدي: شبه المجهول، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه بل عارضه ما هو أقوى منه يعني ما مرّ قريبًا. وروى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن سلِمة بكسر اللام قال: "صلّى بنا عبد الله بن مسعود الجمعة ضحى، وقال: خشيت عليكم الحر"، وعبد الله صدوق إلا أنه تغير لما كبر، قاله شعبة.

وعن سعيد بن سويد قال: "صلّى بنا معاوية الجمعة ضحى" وسعيد ذكره ابن عدي في "الضعفاء" واحتج بعض الحنابلة بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ هذا يومَ جعلَه الله عيدًا للمسلمينَ". قال: فلما سماه عيدًا جازت الصلاة فيه في وقت العيد كالفطر والأضحى وتعقب هذا بأنه لا يلزم من تسمية يوم الجمعة عيدًا أن يشتمل على جميع أحكام العيد بدليل أن يوم العيد يحرم صومه مطلقًا سواء صام قبله أو بعده بخلاف يوم الجمعة.

ورجاله قد مرّوا إلا عمرو بن حريث، مرّ عمر في الأول من بدء الوحي، ومرّ علي في السابع والأربعين من العلم، ومرّ النعمان في الخامس والأربعين من الإيمان. وعمرو هو ابن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي الكوفي له ولأبيه صحبة. قال ابن حِبّان: ولد في أيام بدر، وقال غيره: ولد قبل الهجرة بسنتين، وعند أبي داود عنه: "خط لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دارًا بالمدينة"، وهذا يدل على أنه كان كبيرًا في زمانه نزل الكوفة وابتنى بها دارًا وسكنها وولده بها. وزعموا أنه أول قرشي اتخذ دارًا وكان له فيها قدر وشرف. وكان قد ولي إمارتها لزياد وولده عبيد الله. له ثمانية عشر حديثًا انفرد مسلم له بحديثين. روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبى بكر وعمر وعلي وابن مسعود وعن أخيه سعيد. وروى عنه ابنه جعفر وآخرون من أهل الكوفة آخرهم فطر بن خليفة. مات بالكوفة سنة خمس وثمانين، وقيل سنة ثمان وتسعين ولم يثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>