للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُخالِفك فيه، فقام، فدخل ثم خرج، فقال: القول ما قال إسماعيل.

وقال الهَيْثم بن خالد: اجتمع حفاظ أهل البَصْرة وأهل الكوفة، فقال أهل الكوفة لأهل البَصْرة: نَحُّوا عَنّا إسماعيل، وهاتوا من شئتم. وقال زياد بن أيّوب: ما رأيت لابن عُلَيّة كتابًا قطُّ، وكان يقال: ابنُ علَيّة يَعُدُّ الحروف.

وقال أبو داود السِّجسْتانيّ: ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ إلا إسماعيل ابن عُلَيّة، وبِشْر بن المُفَضَّل. وقال النَّسائي: ثقة ثبت. وقال ابن سَعْد: كان ثقة ثبتًا في الحديث حُجّة، وقد ولي صدقات البصْرة، وولي ببغداد المظالم. وقال أحمد بن سعيد الدّارِمِيّ: لا يعرف لابن عُليّة غلط إلا في حديث جابر في المُدَبَّر، جعل اسم الغلام اسم المولى، واسم المولى اسم الغلام. وقال ابن وَضّاح: سألت أبا جعفر البُسْتِيّ عنه، فقال: بَصْريّ ثقة، وهو أحفظ من الثَّّقفي. وقال عُثمان بن أبي شَيْبة: ابن عُليّة أثبت من الحمّادَيْن، ولا أقدم عليه أحدًا من البصريين، لا يحيى ولا ابن مَهْدي، ولا بِشْر بن المُفضل.

وقال الحمّادان: إن ابن المُبارك كان يَتَّجِر ويقول: لولا خمسة ما اتَّجَرت؛ السفيانان، وفُضَيل، وابن السماك، وابن عُليّة، فيصلهم، فقَدِم سنة، فقيل له: قد ولي ابن عُليّة القضاء، فلم يأته، ولم يصِله، فركب ابن عُليّة إليه، فلم يرفع به رأسًا، فانصرف، فلما كان من الغد كتب إليه رقعة يقول: قد كنت منتظرًا لبِرِّك، وجئتك فلم تكلمني، فما رأيته مني؟ فقال ابن المُبارك: يأبى هذا الرجل إلا أن تُقْشَر له العصِيّ، ثم كتب إليه:

يا جَاعِلَ العِلمِ لَهُ بازِيًا ... يَصْطادُ أمْوَالَ المَسَاكِينِ

احْتَلْتَ للدُّنْيا ولَذّاتها ... بحِيْلَةٍ تذْهَبُ بِالدّينِ

فَصِرْتَ مَجْنُونًا بِها بَعْدما ... كُنْتَ دَوَاءً لِلمَجَانِينِ

أيْنَ رِوَاياتُكَ فِيمَا مَضى ... عن ابن عَوْنٍ وابنِ سِيرينِ

أيْنَ رِوَاياتُكَ في سَرْدِها ... في تَرْك أَبْوابِ السَّلَاطِينِ

إنْ قُلتَ أُكْرهْتُ فَذَا بَاطِلٌ ... زَلَّ حِمَارُ العِلمِ في الطِّينِ

<<  <  ج: ص:  >  >>