النّجار، وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجَعْد من بني عَدِيّ. وما جمع به غير مستبعد، إلا أنه لم يأت عن أحد من الأئمة التصريح بأن البراء بن أوس يكنى أبا سيف، ولا أن أبا سيف يسمى البراء بن أوس.
وقوله: القَين، بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها نون، هو الحداد، ويطلق على كل صائغ، يقال: قال الشيء إذا أصلحه. وقوله: ظِئْرًا، بكسر المعجمة وسكون التحتانية المهموزة بعدها راء، أي مرضعًا، وأطلق عليه ذلك لأنه كان زوج المرضعة، واصل الظئر من ظأرت الناقة إذا عطفت على غير ولدها، فقيل ذلك للتي ترضع غير ولدها، وأُطلق على زوجها ذلك لأنه يشاركها في تربيته غالبًا.
وقوله لإبراهيم، أي ابن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووقع التصريح بذلك في رواية سليمان بن المغيرة، المعلقة بعد هذا, ولفظه عند مسلم "ولد لي الليلة غلامٌ" إلى آخره، الآتي قريبًا في تعريف أبي سيف في السند، وفي رواية لمسلم أيضًا عن أنس "ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان إبراهيم مُسْتَرْضعًا في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت، وإنه ليدخن، وكان ظِئره قينًا".
وقوله: وإبراهيم يجود بنفسه، أي: يخرجها، ويدفعها، كما يدفع الإِنسان ما له. وفي رواية سليمان "يكيد" قال صاحب العَين: أي يَسوق بها، وقيل: معناه يقارب بها الموت. وقال أبو مروان بن السّرّاج: قد يكون من الكيد، وهو القيء، يقال منه كاد يكبد، شَبَّه تَقَلُّع نفسه عند الموت بذلك.
وقوله: تذرفان، بذال معجمة وفاء، أي يجري دمعهما. وقوله: وأنت يا رسول الله، قال الطيبيّ: فيه معنى التعجب، والواو تستدعي معطوفًا عليه، أي: الناس لا يصبرون عن المصيبة وأنت تفعل كفعلهم، كأنه تعجب لذلك منه مع أنه عهد منه أنه يحث على الصبر، وينهى عن الجزع، فأجابه بقوله: إنها رحمة، أي الحالة التي شاهدتها مني هي رقة القلب على الولد، لا ما توهمت من الجزع.
وفي حديث عبد الرحمن بن عوف "نَفَسه" فقلتُ: يا رسول الله أتبكي؟ أَوَلَمْ تَنهَ عن البكاء؟ وزاد فيه "إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نفحة لَهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب وَرَنَّة شيطان" قال: "إن هذا رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم". وفي رواية محمود بن لبيد فقال:"إنما أنا بشر". وعند عبد الرزاق من مُرْسَل مكحول "إنما أنهى الناس عن النياحة، أنْ يُنْدب الرجل بما ليس فيه".