وقيل: إن الذي قتله سعيد بن ذؤيب وذكر ذلك في حديث أخرجه أبو داود، والنسائي وابن أبي شيبة، والدارقطني، والحاكم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم الفتح أمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلا أربعة أنفس عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، فأما ابن خطل فقتل، وهو متعلق بأستار الكعبة استبق إليه سعيد بن ذؤيب وعمار بن ياسر، فكان سعيد بن ذؤيب أشب الرجلين فقتله. الحديث، وابن خطل المأمور بقتله في الحديث الصحيح، أن اسمه عبد الله بن خطل؛ واسم خطل عبد مناف من بني تيم بن فهر بن غالب وإنما أمر بقتله لأنه كان مسلمًا، فبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصدقًا، وبعث معه رجلًا من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه، وكان مسلمًا فنزل منزلًا فأمر المولى أن يذبح تيسًا، ويصنع له طعامًا، فنام، واستيقظ ولم يصنع له شيئًا، فعدى عليه فقتله، ثم ارتد مشركًا وكانت له قينتان، تغنيان بهجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وروى الفاكهاني وكذا قال أبو عمرو: لأنه كان أسلم وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصدقًا، وبعث معه رجلًا من الأنصار، وأمر عليهم الأنصاري فلما كان ببعض الطريق وثب على الأنصاري فقتله، وذهب بماله، وقال: صاحب التلويح روينا في مجالس الجوهري أنه كان يكتب الوحي للنبي -صلى الله عليه وسلم- إذا "نزل غفور رحيم" يكتب "رحيم غفور" وإذا نزل "سميع عليم" لم يكتب "عليم سميع" ذكره بإسناد إلى الضحاك عن النزال بن صبرة عن علي رضي الله تعالى عنه، وفي التوضيح وكان يقال لابن خطل ذا القلبين، وفيه نزل قوله تعالى:{مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} وفي رواية يونس عن ابن إسحاق لما قتل ابن خطل قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يقتل قرشي صبرًا بعد هذا اليوم، وقيل: قال: هذا في غيره وهو الأكثر.