للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورُوي عنه أنه قال: كان قوتي على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاعًا من تمر، فلستُ بزائد عليه حتى ألقى الله تعالى.

ورُوي عن عبد الرحمن بن غَنْم أنه قال: كنتُ عند أبي الدّرداء إذ دخل رجلٌ من أهل المدينة، فسأله، فقال: أين تركت أبا ذر؟ قال: بالرّبَذَةِ، فقال أبو الدرداء: إنا لله وإنا إليه راجعون، لو أن أبا ذر قطع مني عُضوًا ما هِجتُه لِما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيه.

له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئتا حديث وأحد وثمانون اتفقا على اثني عشر منها، وانفرد البُخاري بحديثين، ومسلمٌ بسبعة عشر.

روى عنه من الصحابة أنسٌ وابن عباس، وخلق كثير من التابعين منهم أبو إدريس الخَوْلاني وزيدُ بن وَهْب الجُهنيّ والأحنف بنُ قيس وجُبير ابن نُفَيْر وسعيد بن المُسيّب وعبد الله بن الصّامت وعطاء بن يَسَار وغيرهم.

ومرّ أنه مات بالرّبَذة، وكان موته بها سنة اثنين وثلاثين، وصلى عليه عبد الله بن مسعود، صادفه وهو مقبلٌ من الكوفة مع نفرٍ من فُضلاء أصحابه. وقيل: مقبلٌ من المدينة إلى الكوفة، فدُعِي إلى الصلاة عليه وحضوره، فقال ابن مسعود: من هذا؟ قيل: أبو ذر، فبكى طويلًا وقال: أخي وخليلي، عاش وحده، ومات وحده، ويبعث وحده، طوبى له. فَشَهِد موته وغَمّضوا عينيه، وغسلوه وكفنوه.

ومن حديث أم ذر زوجة أبي ذر قالت: لما حضرت أبا ذرّ الوفاة، بكيتُ، فقال لي. وما يُبكيك؟ فقلت: وما لي لا أبكي وأنت تموت بِفَلاةٍ من الأرض، وليس عندي ثوبٌ يَسَعُك كفنًا لي ولا لك، ولا يَدَ لي بالقيام بِجهازِك؟ قال: فأبشري ولا تبكي فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يموتَنَّ بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران ويَحْتسبان فَيَريان النار أبدًا. وقد مات لنا ثلاثةٌ من الولد. وإني سمعت النبيّ عليه الصلاة والسلام يقول لنفرٍ أنا فيهم: ليموتن رجلٌ منكم بفلاةٍ من الأرض يشهده عِصابة من المؤمنين، وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>