يحصل ذلك أو لا يحصل، فتناسبا في أن كلّا منهما مجاهدة، وفي أن كلّا منهما قد يحصل المقصود الأصلي أو لا.
فالقائم لالتماس ليلة القدر مأجور فإنْ وافقها كان أعظم أجرًا، والمجاهد لالتماس الشهادة مأجور، فإن وافقها كان أعظم، فلهذا ناسب أن يُعقّب المؤلف الباب السابق بباب فضل الجهاد استطرادًا.
والجهاد، بكسر الجيم، لغة: المَشقَّة. يقال: جَهِدت جهادًا: بلغْتُ المشقة. وشرعًا: بذل الجَهْد في قتال الكفار، ويطلق أيضًا على مجاهدة النفس والشيطان والفُسّاق. فأمّا مُجاهدة النفس فعلى تعلُّم أُمور الدين، ثم على العمل بها، ثم على تعليمها. وأما مجاهدة الشيطان فعلى دفع ما يأتي به من الشُّبهات، وما يُزَيِّنه من الشّهوات. وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب، وأما مجاهدة الفاسق فباليد ثم اللسان ثم القلب.