والرياء آفة عظيمة تقلب الطاعة معصية، فالإخلاص رأس جميع العبادات.
وقوله:{حُنَفَاءَ} حال ثانية، وهو جمع حَنيف، والحَنفُ في الأصل الميل مطلقًا، ثم استعمل في الميل إلى الخير، وأما الميل إلى الشر فيسمى إلحادًا، والحَنيف المطلق هو الذي يكون متبرئًا عن أصول الملل الخمسة اليهود والنصارى والصابئين والمجوس والمشركين، وعن فروعها من جميع الاعتقادات الباطلة وتوابع ذلك، وهو مقام المتقين، فإذا ترقى العبد منه إلى ترك الشبهات خوفَ الوقوع في المحرمات فهو مَقام الورعين، فإذا زاد حتى ترك بعض المباحات خوفَ الوقوع في الشبهات فهو مقام الأوْرع والزاهد، فالآية جامعة لذلك كله.
وقوله:{وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} عطف على يعبدوا، وهو من عطف الخاص على العام، وخصهما بالذكر من بين العبادات لشرفهما، ولأنهما أعظم أركان الإِسلام، وقد مر عند الحديث الأول من كتاب الإيمان الكلام على معنى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وعلى معنى الصلاة والزكاة مستوفى.
وقوله:{دِينُ الْقَيِّمَةِ} أي: دين الملة القيمة، وهو دين الإِسلام، والقيمة المستقيمة، وقد جاء قام بمعنى استقام في قوله تعالى:{أُمَّةٌ قَائِمَةٌ}[آل عمران: ١١٣]، أي: مستقيمة، فالقيِّمة صفة للجملة المقدرة.