وهجر أيضًا قرية كانت قرب المدينة، إليها تنسب القِلال الهَجَرية، وقد جاء ذكرها في حديث المعراج. وقيل: إنها منسوبة إلى هجر اليمن.
وهجر أيضًا حصنة من مخلاف ماذن.
والهجران أيضًا قريتان متقابلتان في رأس جبل حصين قرب حضر موت، يقال لإحداهما: خيدون، وللأخرى: دَمون، وساكن خيدون الصدف، وساكن دمون بنو الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المراد، وفيها يقول الشاعر:
وكان رجل من هاتين القريتين مطل على قلعته، ولهم غيل يصب من سفح الجبل يشربونه، وزروع هذه القرى النخل والذرة والبر، وفيها يقول المتمثل: الهجران كفة بكفه، بها الدبر محتفة، والدبر عندهم الزرع اهـ.
الرابع: الحسن البصري، وقد مر في الرابع والعشرين من كتاب الإِيمان.
الخامس: محمد بن سيرين أبو بكر الأنصاري، مولاهم البصري، وكنية سيرين أبو عمرة.
كان أبو سيرين عبدًا لأنس بن مالك رضي الله عنه، فكاتبه على أربعين ألف درهم، وقيل: عشرين ألفًا، وأدى الكتابة، وكان من مَيْسان -بفتح الميم- بُلَيدة بأسفل أرض البصرة. ويقال: إنه من سبي عين التمر، وإن سيرين كان يعمل قدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فسباه خالد بن الوليد في أربعين غلامًا مجنبين فأنكرهم، فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس.
وأمه صفية مولاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، طيبها ثلاث من أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودعون لها، وحضر أملاكها ثمانية عشر بدريًّا، فيهم أُبيّ بن كعب يدعو وهم يؤمنون.