ورُوي أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان الأصمعي يقول: الحسن البصري سيد سَمْح، وإذا حدث الأصم بشيء -يعني: ابن سيرين- فاشدد يدك عليه، وقتادة حاطب ليل.
وأوصى أنس بن مالك أنه يغسله ويصلي عليه، وكان ابن سيرين محبوسًا، فأتَوُا الأمير -وهو رجل من بني أسد- فأذن له، فخرج، فغسله وكفنه وصلى عليه في قصر أنس بالطف، ودخل كما هو إلى السجن، ولم يذهب لأهله. وقيل: إن الذي غسل أنس بن مالك هو قطن بن مدرك الكِلابي والي البصرة.
وقد اختلف في السبب الذي لأجله حُبس، فقد روَى محمد بن عبد الله الأنصاري أنه كان اشترى طعامًا بأربعين ألفًا، فأُخبر عن أصله بشيء كرهه، فتصدق به، وبقي المال عليه، فحُبس، حبسته امرأة. وعن ثابت البُناني قال: قال لي محمد بن سيرين: كنت أمتنع من مجالستكم مخافة الشهرة، فلم بي البلاء حتى أخذ بلحيتي، وأقمت على المصطبة، وقيل: هذا محمد بن سيرين آكل أموال الناس. ويروى في سبب حبسه غير ذلك. ولما مات كان عليه ثلاثون ألف درهم دينًا، فقضاها ولده عبد الله، وما مات عبد الله حتى قوم ماله بثلاث مئة ألف درهم.
وكان ابن سيرين صاحب الحسن البصري ثم تهاجرا في آخر الأمر، فلما مات الحسن لم يشهد ابن سيرين جنازته.
ولد له ثلانون ولدًا، وإحدى عشر بنتًا من امرأة، ولم يبق منهم غير عبد الله الذي قضى دينه.
روى عن: مولاه أنس بن مالك، وزيد بن ثابت، والحسن بن علي بن أبي طالب، وحذيفة بن اليمان، ورافع بن خُدَيْج، وسمُرة بن جُنْدب، وابن عمر، وابن عباس، ومعاوية، وأبي الدَّرداء، وعائشة أم المؤمنين.
وقال ابن المديني وابن معين: لم يسمع من ابن عباس شيئًا. وقال