نتحدث إذ خرجت نار بالحرة، فجاء عمر إلى تميم، فقال: يا تميم اخرج. فقال: ما أنا وما تخشى أن يبلُغ من أمري، فصغر نفسه، ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الذي خرجت منه، ثم اقتحم في أثرها، ثم خرج فلم تضره.
قال في الإصابة: ذهب الذهبي في "التجريد" إلى أن صاحب الجام الذي نزل فيه وفي صاحبه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ .. الآية} غير تميم الداري، وعزى ذلك لمقاتل بن حيّان، وليس بجيد، لأن في التِّرمذي وغيره عن ابن عباس في قصة الجام أنه تميم الداري.
له ثمانية عشر حديثًا، انفرد له مسلم بحديث.
روى عنه سيد البشر -صلى الله عليه وسلم- حديث الجساسة في البخاري ومسلم، وناهيك بهذه المنقبة الشريفة.
روى عنه: ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو هريرة، ورَوْح بن زنباع، وعطاء بن يزيد الليثي، وزُرارة بن أوفى.
مات بالشام، ولا عقب له، وقبره ببيت جبرين من بلاد فلسطين.
وقال البخاري: أبو هند الداريّ أخوه، وتُعُقِّب، ولكن قال ابن حبان: هو أخوه لأمه.
والدّاري في نسبه نسبة إلى جده المار الدار بن هانىء أبي بطن من لخم، واليهم ينسب أبو هند بُرَيْر -كزبير- الصحابي أخو تميم لأمه كما مر.
وقوله تعالى:{إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} أي: بالإيمان والطاعة في السر والعلانية، أو بما قدروا عليه قولًا أو فعلًا، يعود على الإِسلام والمسلمين بالصلاح.