الحديث الثامن من كتاب العلم، وكنية عليّ أبو الحسن، وأبو السَّبطين، وكنَّاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، أبا تُراب، وسبب تكنيته له بذلك هو أن عليًا، رضي الله عنه، دخل على فاطمة، عليها السلام، ثم خرج من عندها، ثم جاء النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال لها: أين ابن عمك؟ فقالت له: هو ذاك مضطجع في المسجد، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره، وخَلُصَ التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب من ظهره، ويقول:"أجلس أبا تُراب". قال سَهْل بن سَعْد السّاعديّ: فوالله ما كان اسمّ أحب إليه منه.
وهو أول خليفة من بني هاشم، واحد العشرة المبشرة بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راضٍ، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد العلماء الربَّانيين، وأحد الشّجعان المشهورين، والزهّاد المذكورين، وأحد السابقين إلى الإِسلام، بل هو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، من الرجال، بعد خديجة رضي الله عنها. وقد قال ابن عباس: لعليَّ أربع خصالٍ ليست لأحد غيره.
١ - هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٢ - وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف.
٣ - وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره.
٤ - وهو الذي غسله وأدخله قبره. وروي مرفوعًا عن سَلْمان الفارسيّ أنه صلى الله عليه وسلم قال:"أول هذه الأمة ورودًا على الحوض، أولها إسلامًا عليُّ بن أبي طالب". وقد رُوي عنه، رضي الله عنه، أنه قال: صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يصلي معه غيري إلاَّ خديجة وأجمعوا على أنه صلى إلى القبلتين، وروي عن عَفِيف الكِنْديّ أنه قال: كنت رجلًا تاجرًا، فقدمتُ الحجٍ فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة، وكان امرءًا تاجرًا، فوالله إني لعنده بمنىّ، إذ خرج رجلٌ من خباءٍ قريب، فنظر إلى الشمس، فلما رآها قد مالت، قام يُصلي، ثم