للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عليه وسلم: "أين علي بن أبي طالب؟ " فقالوا: هو يشتكي عينيه، "فأتى به، وتفل في عينيه، فدعا له، فبرأ من حينه، فأعطاه الراية"، فوقع الفتح على يديه، فقال عمر: ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم، وقتل مرْحبًا ذلك اليوم، ضربه على هامته ضربةً عضَّ السيف من بيضة رأسه، وسمع المعسكر صوت ضربته، فما قام آخر الناس حتى فتح لهم.

وفي مسندٍ لعبد الله بن أحمد عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما دفع له الراية يوم خيبر، أسرع، فجعلوا يقولون: ارفق، حتى انتهى إلى الحصن، فاجتذب بابه، فألقاه على الأرض، ثم اجتمع عليه سبعون رجلًا حتى أعادوه: وروي عن المطلب بن عبد الله بن حُنْطُب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوفد ثقيف لما جاءوا: لْتَسْلِمنُّ أو لأبعثَّن رجلًا مني، أو قال مثل نفسي، فليضربنَّ أعناقكم, وليَسْبُينَّ نساءكم وذراريكُم، وليأخُذَنَّ أموالكم؟ قال عمر: فوالله ما تمنّيت الإِمارة إلاَّ يومئذٍ، وجعلت أنصب صدري له رجاءَ أن يقولَ هو ذا، فالتفت إلي عليَّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، فأخذ بيده ثم قال: "هو هذا".

وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، إلا تبوك خلفه بعده على المدينة، وعلى عياله، فقال له علي: تتركني بين النساء والصبيان؟ قال له: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدي. وزوجه صلى الله عليه وسلم، ابنته فاطمة، سيدة نساء أهل الجنة، سنة اثنتين من الهجرة. وقال: "زوجْتُك سيدًا في الدنيا، وفي الآخرة، وإنه لأول أصحابي إسلامًا، وأكثرهم علمًا، وأعظمهم حِلْمًا" قالت أسماء بنت عميس رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اجتمعا يدعو لهما, ولا يُشرك في دعائهما أحدًا، ويدعو له كما دعى لها. وروي عن جابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاهُ وعادِ من عاداه".

وأخرج التِّرمْذي بسند قوي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن معاوية

<<  <  ج: ص:  >  >>