أنبياء، فهدى الله بهم أمما، وقيل عدة من جاء من ولدها من الأنبياء سبعون نبيًا. وعن ابن مَرْدويه عن أبيِّ بن كعب أنها ولدت غلامًا، لكن إسناده ضعيف. وأخرجه ابن المُنذر بإسناد حسن عن ابن عباس نحوه. وقال ابن جُرَيج: بلغني أن أُمه يوم مات كانت حبلى بغلام.
وقوله "يرحم الله موسى لوَددنا لو صبر، حتى يقص علينا من أمرهما" يرحم إنشاء بلفظ الخبر، ولوددنا جواب لقسم مقدر، أي: والله لوددنا، وهو بكسر الدال الأولى وسكون الثانية. وقوله: لو صبر، مصدرية أي: صبره لأنه لو صبر لأبصر أعجب العجائب. وعند مسلم من رواية أبي إسحاق: رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عَجل لرأى العجب، ولكنه أخذته ذمامة من صاحبه، فقال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني.
وقوله:"حتى يقصَّ علينا من أمرهما" يقص: مبني للمجهول، ومن أمرهما نائب له. وفي رواية سفيان في التفسير "وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما" بدون يرحم الله موسى، وهو راويها هنا في العلم، وفي أحاديث الأنبياء، فيحتمل أن تكون هذه الزيادة لم تكن عنده بإسناد قتيبة في التفسير، ولكنه أرسلها، ويحتمل أن يكون الراوي لها منه، سمع منه الحديث مرتين، مرة بإثباتها، ومرة بحذفها. وهو الأَوْلى. وأخرجه مسلم بلفظ "ولو صبر لرأى العجب، وكان إذا ذكر أحدًا من الأنبياء بدأ بنفسه: رحمة الله علينا، وعلى أخي كذا". وأخرجه التِّرْمذيّ والنَّسائيّ مختصرًا وأبو داود بلفظ "وكان إذا دعا بدأ بنفسه، وقال: رحمة الله علينا وعلى موسى".
وقد ترجم المصنف في الدعوات من خص أخاه بالدعاء دون نفسه، وذكرِ فيه عدة أحاديث، وكأنه أشار إلى أن هذه الزيادة، وهي "كان إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه" لم تثبت عنده.
قال القُرْطبي: في قصة موسى والخضر من الفوائد أن الله يفعل في