ان شيخيه اختلفا في روايتهما له عن حُمران عن عثمان رضي الله تعالى عنه، فحدثه عطاء على صفة، وعروة على صفة، وليس ذلك اختلافًا، وإنما هما حديثان متغايران. فأما صفة تحديث عطاء فتقدمت، وأما صفة تحديث عروة عنه فأشار لها بقوله:
"فلما توضأ عثمان" وهو عطف على محذوف تقديره: عن حُمران أنه رأى عثمان دعا بإناء، فأفرغ على كفيه، إلى أن قال: فغسل رجليه إلى الكعبين، فلما توضأ.
وقوله:"ألا أحدثكم"، وفي رواية الأربعة:"لأحدِّثنكم" أي: والله لأحدثنَّكم.
وقوله:"لولا آية"، زاد مسلم "في كتاب الله", ولأجل هذه الزيادة صحف بعضٌ رواية "آية" فجعلها: "أنه" بالنون المشددة وبهاء الشأن.
وقوله:"ما حدَّثتكموهُ" أي: ما كنت حريصًا على تحديثكم.
وقوله:"لا يتوضأ" في رواية "لا يتوضأنَّ" بنون التوكيد الثقيلة.
وقوله:"رجل يُحسن" في رواية: "فيُحسن وضوءَه" بان يأتي به كاملًا بآدابه وسننه، والفاء في هذه النسخة ليست للتعقيب؛ لأن إحسان الوضوء ليس متأخرًا عنه حتى يُعطف عليه بالفاء التعقيبية، بل هي بمعنى ثم التي هي لبيان المرتبة وشرفها, للدِّلالة على أن الإحسان في الوضوء والإجادة من مراعاة السنن والآداب أفضل وأكمل من أداء ما وجب مطلقًا. ولا شك أن الوضوء المحسن فيه أعلى رتبة من غير المحسن فيه.
وقوله "ويصلي الصلاة" أي: المكتوبة. وفي رواية لمسلم:"فيُصلي هذه الصلوات الخمس".
وقوله:"إلا غُفر له" بالبناء للمفعول.
وقوله:"وبينَ الصلاة" أي: التي تليها كما في "مسلم" من رواية هشام بن عروة.