للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو عُبَيْدة والذينَ إليهِمُ ... نفس المؤمَّلِ للبقاءِ نَتوقُ

كُنّا نقولُ لها عليٌّ والرِّضى ... عمرٌ وأوْلاهُم بتلكَ عتيقُ

فدَعَتْ قريشٌ باسمهِ فأجابَها ... إن المنوَّهَ باسمهِ الموثوقُ

وقال أبو الهيثم بن النَّبهان:

وإني لأرجو أن يقومَ بأمرنا ... ويحفَظَهُ الصِّديقُ والمرءُ من عَدي

أولاكَ خيارُ الحيِّ فِهرِ بن مالكٍ ... وأنصارُ هذا الدينِ من كل مُعْتَدِ

وقال أبو محْجَن فيه:

سُمِّيتَ صِدّيقًا وكلُّ مهاجرٍ ... سواك يُسَمّى باسمهِ غيرُ منكَرِ

سبقتَ إلى الإِسلام واللهُ شاهدٌ ... وكنتَ جليسًا بالعريشِ المشَهَّرِ

وبالغارِ إذْ سُمّيتَ بالغارِ صاحبًا ... وكنتَ رفيقًا للنّبيِّ المطهَّرِ

له مائة واثنان وأربعون حديثًا، اتفقا على ستة، وانفرد البخاري بأحد عشر، ومسلم بحديث واحد.

وروى عنه: عُمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عَوْف، وابن مسعود، والعبادلة ما عدا ابن الزُّبير، وحُذيفة، وزيد بن ثابت، وعُقبة بن عامر، وولداه عبد الرحمن وعائشة، وخلق.

كانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يومًا، وفي هذه المدة قام لقتال أهل الردة، وظهر من فضل رأيه في ذلك وشدته مع لينه ما لم يُحتسب، فأظهر الله به دينه، وقتل على يديه وببركته كل من ارتدَّ عن دين الله، حتى ظهر أمر الله وهم كارهون.

وكانت وفاته يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقيل: مات لليلة خلت من ربيع الأول. وقيل: لثمان بقين من جُمادى الآخرة. وقيل: قُدِّر مُكثه في الخلافة سنتان وثلاثة أشهر إلاَّ خمس ليال. وقيل: سنتان وثلاثة أشهر وسبع. وقيل: سنتان وثلاثة أشهر واثنتا عشرة. وقيل: عشرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>