الثاني: عُيينة بن حصْن بن حُذيفة بن بَدر بن عمرو بن حُوَيّة -مصغرًا- ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفَزَاري أبو مالك، يقال: كان اسمه حُذيفة، فلُقِّب عُيينة لأنه أصابته شجّة فجَحَظَت عيناه.
له صحبة، وكان من المؤلفة قلوبهم، ولم يصح له رواية. وروي عن الحارث بن يزيد أنه روى عن عُيينة أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن موسى عليه السلام آجر نفسَهُ بعفَّةِ فرجهِ وشِبَع بطنه".
أسلم قبل الفتح، وشهدها، وشهد حنينًا والطائف، وبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بني تميم، فسبى بعض بني العنبر، ثم كان ممن ارتدَّ في زمن أبي بكر، ومال إلى طُليحة فبايعه، ثم عاد إلى الإِسلام، وكان فيه جفاء سكان البوادي.
وروى الأعمش عن إبراهيم، قال: جاء عُيينة بن حصن إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده عائشة رضي الله عنها، فقال: مَنْ هذه؟ -وذلك قبل أن ينزل الحجاب- قال:"هذه عائشة". قال: أفلا أنزل لك عن أم البنين فتنكِحها؟ فغضبت عائشة رضي الله عنها، وقالت: مَنْ هذا؟ فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا أحمق مطاعٌ في قومه".
وفي غير هذه الرواية في هذا الخبر أنه دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغير إذن، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وأين الإذنُ؟! ". فقال: ما استأذنت على أحدٍ من مُضر. وكانت عائشة رضي الله عنها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسة، فقال: مَنْ هذه الحُميراء؟ فقال:"أُم المؤمنين". قال: أفلا أنزل لك عن أجمل منها؟ فقالت عائشة: مَنْ هذا يا رسول الله؟ فقال:"هذا أحمق مطاعٌ، وهو على ما تَرَيْن سيدُ قومه".
وقال الزُّهري: كان جلساء عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أهل القرآن، وكان لعُيينة بن حصن ابن أخٍ من جلساء عمر، يقال له: الحُر بن قيس. فقال لابن أخيه: ألا تُدخلني على هذا الرجل؟ فقال: إني أخاف أن