وغلط من قال: إنه هو، مع أن ابن الجوزي ذكر أن أباها، أبا بكر الصديق، روى عنها حديثين، وروت عنها أمها أم رومان حديثين، وأما العكس الذي هذا الحديث منه، وهو رواية الأبناء عن الآباء، فقد صنف فيه الحافظ أبو نصر عبيد الله الوائِلِيّ، وهو مَعال أي مفاخر لولد الابن الناقل رواية أبيه عن جده كما قال ابن الصلاح: حدثني أبو المظفر السمعاني عن أبي النَّضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامِيّ, سمعت أبا القاسم منصور ابن محمد العَلَوي يقول: الإِسناد بعضه عَوالٍ وبعضه معالٍ, وقول الرجل: حدثني أبي عن جدي من المعالي. ومن أهم هذا النوع ما إذا أبهم الابن أو الجد, وهو بحسب هذا الإِبهام قسمان:
أحدهما: ما تكون الرواية فيه عن أب فقط , كرواية أبي العُشرَاء عن أبيه, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , فأبو أبي العُشرَاء لم يسم في طرق الحديث, واسمهما على المشهور أسامة بن مالك بن قهطم بهاء, وقيل بحاء مهملة بدلها, وهو بكسر القاف والطاء, وبفتحهما, وبفتح الأول, وكسر الثاني, وعكسه, وقيل اسمهما عُطارد بن بَرْز -براء ساكنة أو مفتوحة- وقيل بلام بدلها ثم زاي, وقيل يسار بن بلز بن مسعود, وقيل: غير ذلك.
والقسم الثاني: هو أن يزيد الراوي في السند بعد الأب أباه يكون جدًا للراوي, أو يزيد جدًّا لأبيه, فالأول: كبُهْز بن حكيم, والثاني كعمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص. ولعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نسختان كبيرة وصغيرة, وقد اختلف في الاحتجاج بكل منهما، فالأكثر من المحدثين احتجوا بحديثه حملًا لجده في الإِطلاق على جده الأكبر الذي هو عبد الله بن عمرو بن العاص دون ابنه محمَّد، لما ظهر لهم من إطلاق ذلك، فقد قال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل وعلي بن المَديْنِيّ، وإسحاق بن راهويه، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، وقال مرة: اجتمع عَلي، ويحيى بن مَعين، وأحمد، وأبو