خَيْثمة، وشيوخ من أهل العلم يتذاكرون حديث عمرو بن شُعيب، فثبتوه وذكروا أنه حجة، وخالف آخرون، فضعفه بعضهم مطلقًا وبعضهم في روايته عن أبيه عن جده دون ما إذا أفصح بجده، فقال: عن جده عبد الله، وبعضهم فصل بين أن يستوعب ذكر آباء آبائه، كأن يقول الراوي: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن محمَّد بن عبد الله بن عمرو عن أبيه فهو حجة، وإن يقتصر على قوله: عن أبيه عن جده فلا، وعمرو ثقة في نفسه، وإنما ضعف من قبل أن حديثه منقطع, لأن شعيبًا لم يسمع عبد الله، أو مرسل لأن جده محمدًا، لا صحبة له، ولكن قد صح سماعه من عبد الله، ثم هذا النوع قد تَقِلُّ فيه الآباء، وقد تكثُر، وسلسل أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن اللَّيث ابن سُليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي الحَنْبَلِيّ، فعد من جملة ما رواه روايته عن تسعة، كل منهم روى عن أبيه، فقد روى الخطيب، قال: حدثنا عبد الوهاب من لفظه: سمعت أبا الحسن عبد العزيز يقول: سمعت أبي أبا بكر، يقول: سمعت أبي الأسود يقول: سمعت أبي سفيان، يقول سمعت أبي يزيد، يقول: سمعت أبي أكينة، يقول: سمعت علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقد سئل عن الحَنّان المنان، فقال: الحنان هو الذي يُقبِلُ على من أعرض عنه، والمنان الذي يبدأ بالنَّوال قبل السؤال، قال العراقي: اقتصر ابن الصلاح على هذا العدد، وقد ورد فوقه إلى اثني عشر وأربعة عشر، فمثال الأول ما رواه رزق الله بن عبد الوهاب التَّميميّ، عن أبيه عبد العزيز بسنده السابق إلى أكينة، عن أبيه الهيثم، عن أبيه عبد الله، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ما اجْتَمَعَ قومٌ على ذِكرٍ إلا حَفَّتهُم الملائِكةُ وغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ". ومثال الثاني ما رواه الحسن بن علي بن أبي طالب ببَلْخ، عن أبيه علي، عن أبيه أبي طالب، عن أبيه الحسن، عن أبيه عبيد الله، عن أبيه محمَّد، عن أبيه عبيد الله، عن أبيه علي، عن أبيه الحسن، عن أبيه الحسين، عن أبيه جعفر، عن أبيه عبد الله، عن أبيه الحسن، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن