للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن شهاب، قيل له: ثم من؟ قال: ابن شهاب ثلاث مرات وروى سعيد ابن عبد العزيز عن مكحول أيضًا أنه قال: ما بقي على ظهرها أعلم بسنة ماضية من الزُّهري. وقال النسائي: أحسن أسانيد تروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة، الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده، والزُّهري عن عُبيد الله عن ابن عباس، وأيوب عن محمَّد عن عبيدة عن علي، ومنصور عن إبراهيم عن عَلْقمة. وقال ابن عُيينة عن عمرو بن دينار: ما رأيت أنص للحديث من الزُّهري. وقال جَعفر بن ربيعة: قلت لعِراك ابن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ فذكر سعيد بن المُسيِّب، وعُروة، وعُبيد الله بن عبد الله، قال عراك: وأعلمهم عندي جميعًا ابن شهاب، لأنهم جمع علمهم إلى علمه. وقال مَعْمر: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: لم يبق أعلم بسنة ماضية منه. قال معمر: وإن الحسن وضُرباءَهُ لأحياء يومئذ، وكتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى الآفاق: عليكم بابن شِهاب، فإنكم لا تجدون أحدًا أعلم بسنة ماضية منه. وقال إبراهيم ابن سعد بن إبراهيم: قلت لأبي: بم فاقكم الزهري؟ قال: كان يأتي المجالس من صدورها، ولا يلقى في المجلس كهلًا إلا سأله, ولا شابًا إلا سأله، ثم يأتي الدار من دور الأنصار، فلا يلقى فيها شابًا إلا سأله، ولا كهلًا ولا عجوزًا ولا كهلة إلا سألها, حتى يحاول ربات الحِجال. قال معمر بن صالح بن كَيْسان: كنت أطلب العلم أنا والزهري، فقال: تعال نكتب السنة، فكتبنا ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -, ثم قال: تعال نكتب ما جاء عن الصحابة، قال: فكتب، ولم نكتب، فأنَجَحَ، وضَيَّعْتُ. وقال سعيد بن عبد العزيز. سأل هشام بن عبد الملك الزُّهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتب، فأملى عليه أربع مئة حديث، ثم إن هشامًا قال له: إن ذلك الكتاب قد ضاع، فدعا الكاتب فأملاها عليه، ثم قابله هشام بالكتاب الأول، فما غادر حرفًا. وقال معمر: ما رأيت مثل الزُّهري في الفن الذي هو فيه. وقال مالك: كان من أسخى الناس، وكان سخيًّا ما له في الناس نظير.

<<  <  ج: ص:  >  >>