الطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة، قرشية من بني عامر بن لُؤَي، وكانت عند أبي هَالّة بن زُرارة بن النباش بن عدي التميمي أولًا فولدت له هندًا، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عابد بن عبد الله بن عُمر بن مَخْزوم، ثم خلف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن قتادة عكس هذا أن أول أزواجها عتيق، ثم أبو هالة، ووافقه ابن إسحاق في رواية ابن بُكَير عنه، وصحح ابن عبد البَرّ الأول، والذي زوجها للنبي - صلى الله عليه وسلم - عمها عَمْرو بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصَيّ، لأن أباها مات في الجاهلية، وقال عَمْرو بن أسد: محمَّد بن عبد الله يَخْطُبُ خديجة هو الفَحْل لا يُقْدَع أنفه، وكانت إذ تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنت أربعين سنة، فأقامت معه - صلى الله عليه وسلم - أربعًا وعشرين سنة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ تزوجها ابن إحدى وعشرين سنة، وقيل: ابن خمس وعشرين، وهو الأكثر، وقيل: ابن ثلاثين، ولم يختلفوا أنه وُلِدَ له منها ولدُهُ كلهم حاشا إبراهيم، وأجمعوا أنها ولدت أربع بنات كلهن أدركن الإِسلام وهاجرن، وهن زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم، وأجمعوا أنها ولدت له ابنًا يسمى القاسم، وبه كان يكنى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت قابِلَتُها سلمى مولاة صَفِيّة، وكانت تسترضع، وتعد ذلك قبل أن تلد، وأكبر أولاده القاسم، الذي كُنِي به، ثم زينب، ثم عبد الله، وكان يقال له: الطيب والطاهر ولد بعد النبوة، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رُقَيّة، ثم مات القاسم بمكة، وهو أول ميت مات من ولده، ثم مات عبد الله أيضًا بمكة، وقيل: إن زينب أكبر من القاسم، وصححه ابن عبد البَرّ، ولم يتزوج في الجاهلية غيرها، ولا تزوج عليها من نسائه حتى ماتت، ولم تلد له من المهاري غيرها؛ وهي أول من آمن به من الرجال والنساء مطلقًا، فقد روي عن أبي رافع قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين، وصلت خديجة آخره.
وعن أبي نُعيم في "الدلائل" بسند ضعيف، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا معها إذ رأى شخصًا بين السماء والأرض، فقالت له خديجة: ادن مني، فدنا منها، فقالت: تراه؟ قال:"نعم"، قالت: أدخل