"أرسلوا إلى أصدقاء خديجة"، قال: فذكرت له يومًا، فقال "إني لأحب حبيبها".
وفي "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صَخَب فيه، ولا نَصَب.
وعند مسلم من حديث أبي زرعة سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاني جبريل، فقال: يا رسول الله هذه خديجة، أتتك، ومعها إناء فيه طعام وشراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربها السلام ومني" وأخرجه النسائي من حديث أنس جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله يقرأ على خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام ورحمته تعالى وبركاته.
وعن أبي هُريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ نساءِ العالمينَ أربعٌ، مريمُ بنتُ عِمْران، وابنةُ مُزاحم امرأة فِرْعون، وخديجةُ بنتُ خُوَيْلد، وفاطمةُ بنتُ محمَّد - صلى الله عليه وسلم -". وفي "الصحيحين" عن علي رفعه: "خير نسائها مريم، وخير نسائها خَديجة بنتُ خُويلد"، ويفسر المراد به ما أخرجه ابن عبد البر في ترجمة فاطمة، عن عِمران بن حُصَيْن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد فاطمة، وهي وجِعَة، فقال:"كيف تجدينك يا بنية؟ " قالت: إني لوجعة وإنه لَيزيد ما بيَ، ما لي طعام آكله، فقال:"يا بنية أما ترضَيْن أنكِ سيدة نساءِ العالمينَ" قالت: يا أبتِ فأين مريم بنت عمران؟ قال:"تلك سيدة نساء عالمها" فعلى هذا مريم خير نساء الأمة الماضية، وخديجة خير نساء الأمة الكائنة، وتحمل قصة فاطمة، إن ثبتت على أحد أمرين: إما التفرقة بين الخيرية والسيادة، وإما أن يكون ذلك بالنسبة إلى من وجد من النساء حين ذكر قصة فاطمة.
وأخرج ابن السُنِّي بسند له عن خديجة أنها خرجت تلتمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأعلى مكة ومعها غذاؤه، فلقيها جبريل في صورة رجل، فسألها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهابته، وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله، فلما ذكرت