للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كحمادٍ إذا أُهمِلَ ولم يُمَيَّزْ بشيءٍ فإن أَطْلَقَهُ سليمانُ بنُ حربٍ أو عارِمٌ محمدُ بن الفضل فالمرادُ به حماد بن زيدٍ، وإن أَطْلَقَهُ التَّبُوْذَكيُّ أو عَفّانُ ابنُ مسلمٍ أو حجاجُ بنُ منهالٍ فالمرادُ به حمادُ بن سَلَمَةَ، وثامنها: أن يَتَّفِقا في النسبة لفظًا مع اختلافها في المعنى، وذلك كالحنفيِّ منسوبٌ إلى القبيلة وهم بنو حنيفةَ منهم أبو بكرٍ عبدُ الكبير وأبو علي عبيدُ الله ابنا عبد الحميد الحنفي، روى لهما الشيخان أو الحنفيِّ المنسوب إلى الإِمام أبي حنيفةَ، والمنسوبُ إلى هذا كثيرٌ وأنت مُخَيَّرٌ فيه بين أن تقولَ حَنَفِيٌّ بلا ياءٍ قبل الفاء أو حنيفيٌّ بالياء قبلَ الفاء تمييزًا له عن المنسوب إلى القبيلة وإلى المُتَّفِقِ والمُفْتَرِقِ أشار العراقي بقوله:

ولهمُ المتفقُ المُفتَرقُ ... ما لفظهُ وخطهُ مُتَّفِقُ

لكن مُسمياتهُ لعدهْ ... نحو ابنِ أحمدَ الخليلِ سِته

وأحمدُ بن جعفر وجدُّه ... حمدانُ هم أربعة تعدُّه

ولهمُ الجوني أبو عمرانا ... اثنان والآخرُ من بغدانا

كذا محمدُ بنُ عبد الله ... هما من الأنصار ذُو اشتباهِ

ثم أبو بكر بنُ عياشٍ لهم ... ثلاثةٌ قد بينوا محلهُم

ومنهُ ما في اسمٍ فقط ويُشكل ... كنحوِ حمادٍ إذا ما يُهمَل

فإن يكُ ابن حربٍ أو عارمُ قد ... أَطلقهُ فهُو ابن زيدٍ أو ورد

عن التَّبُوذكي أو عفانِ ... أو ابن منهالٍ فذاك الثاني

ومنهُ ما في نسبٍ كالحنفِي ... قبيلًا أو مذهبًا او بالياصف

وهذا الحديث ذكره البخاريُّ بصورة التعليق لأنه قال: قال ابن شهاب، وأخبرني أبو سلمة فيُحتمل أن يكون مُسندًا بالإِسناد المُتقدِّم كأنه قال: حدثنا يحيى بن بُكيْرٍ، حدثنا الليث، عن عقيلٍ أنه قال: قال ابنُ شهاب إلخ.

ويُحتمل أن يكون تعليقًا، والتَّعليقُ: هو ما حُذف فيه أوَّل السندِ واحدًا كان أو أكثر، بل ولو حُذف الإِسناد من أوَّلهِ إلى آخره بأن اقتصر على الرَّسولِ في المرفوعِ وعلى الصحابيِّ في الموقوف، مأخوذٌ من تعليق

<<  <  ج: ص:  >  >>