للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهُذَليّ بضم الهاء وفتح الذال المعجمة في نسبه نسبةً إلى جده هُذَيْل بن مُدْرِكةَ بن إلياس، والنسبة إليه هُذَلي على غير قياس، وهُذَيْلي على القياس، والنادر فيه أكثر على ألسنتهم، وهي قبيلة كبيرة، وهم أكثر أهل وادي نَخْلَةَ المجاور لمكة حرسها الله تعالى وأَعْرَقَتْ هذه القبيلة في الشعر.

والأربعة الباقية: ابن عباس مرَّ في الخامس، والزُّهْري في الثالث، ويونُس ومَعْمر في المتابعة بعد الرابع.

وهذا الحديث أخرجه البخاري في خمسة مواضع هنا كما ترى، وفي صفة النبي عليه الصلاة والسلام عن عَبْدان، وفي الصوم عن موسى بن إبراهيم، وفي فضائل القرآن عن يحيى بن قَزَعة، وفي بدء الخلق عن ابن مُقَاتل، ومسلم في فضائل النبي عليه الصلاة والسلام عن ابن أبي مُزَاحم وغيره.

لطائف إسناده: منها أنه اجتمع فيه عدة مَراوِزَة بن المُبارك، وراوياه.

ومنها أن البخاري حدث هذا الحديث عن شيخين عَبْدان وبِشْر كليهما عن عبد الله بن المُبارك، والشيخ الأول ذكر لعبد الله شيخًا واحدًا وهو يونس، والثاني ذكر له شيخين يونُس ومَعْمَرًا، أشار إليه بقوله: ومعمر نحوه، أي نحو حديث يونس باللفظ، وعن معمر بالمعنى، ولأجل هذا زاد فيه لفظ "نحوه"، ومنها زيادة الواوٍ في قوله: وحَدَّثنا بشْر، وهذا يسمى واو التحويل من إسناد إلى آخر، ويُعَبَّر عنها غالبًا بصورة "ح" مهمله مفردة وهكذا وقع في بعض النسخ، قال النووي: وهذه الحاء كثيرة في صحيح مسلم قليلة في صحيح البخاري.

وعادة المحدثين أنه إذا كان للحديث إسنادان أو أكثر كتبوا عند الانتقال من إسناد إلى إسناد ح مهملة مُفردة، واختلفوا هل هي مأخوذة من الحائل، أو من الحديث، أو من التحويل، أو من صح؟ وهل يُنْطَق بها حاء، أو بما رُمِزَ بها له عند المرور بها في القراءة أو لا؟ فاختار الحافظ أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>