وقوله:"فَدَعاهُم في مجلسه" أي: في حال كونه في مجلسه، وللمؤلف في الجهاد:"فَدَخَلْنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه، وعليه التَّاج.
وقوله: "وحوله" بالنصب ظرف مكان، وحول الشيء: المحيط به من جوانبه، وفيه أربع لغات: حول كما هنا، وحَوَالي كحديث "اللهم حوالينا" وأحْوال كقوله:
وأَنْتَ تَرَى السُّمَّار أَحْوالي.
وحَوالَ كقوله:
أَهَدَموا بَيْتَكَ لا أبَا لَكَا ... وأَنا أَمْشِي الدَّأَلَى حَوالَكا
وقوله: "عظماء الروم" جمع عظيم، وفي رواية وعنده بطارِقَتهُ، والقِسِّيسون والرُّهْبان، والروم من ولد عِيْص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، ودخل فيهم قبائل من العرب من تَنوخ وبهراء وشليخ وغيرهم من غَسَّان، كانوا سُكّانًا بالشام، فلما أجلاهم المسلمون عنها دخلوا بلاد الروم، فاستوطنوها، فاختلطت أنسابهم.
وقوله: "ثم دعاهم" عطف على قوله: "فدعاهم" وليس بتكرار، فالمعنى: إن أمر بإحضارهم، فلما أُحْضروا وقعت مهلة، ثم اسْتَدناهم كما أشعر بذلك الأداة الدالة عليه.
وقوله: "ودعا تَرْجُمانه" بالنصب على المفعولية، وفي رواية: "بِتَرْجُمانه"، وفي رواية: "بالتَّرْجُمان" وفيه لغات بضم التاء والجيم، وبفتحهما، وبفتح التاء وضم الجيم، وبالعكس، وهو المفسر لغة بلغة، يعني: أرسل إليه رسولًا أحضره بصحبته، أو كان حاضرًا واقفًا في المجلس كما جرت به عادة ملوك الأعاجم، ثم أمره بالجلوس إلى جَنْبِ أبي سفيان ليعبر عنه بما أراد، ولم يسم هذا الترجمان.
وقوله: "فقال: أَيُّكُم أَقْرَبُ نَسَبًا بهذا الرجل" قال: أي الترجمان على