للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسان هِرَقْل، زاد ابن السَّكَن: "الذي خرج في أرض العرب يَزْعُم أنه نبي"، وعَدَّى أقرب بالباء لأنه ضمنه معنى أقعد، وفي رواية للمؤلف في آل عمران، ومسلم: "مِنْ هذا الرَّجُل" على الأصل، وفي رواية للمؤلف في الجهاد: "إلى هذا الرجل" فإن أقرب تتعدى بإلى كقوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ} والمفضل عليه محذوف، أي: من غيره.

وقوله: "الذي يَزْعُمُ" عند ابن إسحاق: "الذي يَدَّعي" والزعم بمعنى القول كما قال الجَوْهَريُّ.

وقوله: "فقال أبو سُفْيان: قلت: أنا أقربُهم نَسَبًا" وفي رواية: "أنا أقربُهم به نسبًا" وأقربية أبي سفيان لكونه من بني عبد مَناف، وهو الأبُ الرابع للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ولأبي سفيان، وخَصَّ هِرَقْلُ الأقرب، لكونه أحْرى بالاطِّلاع على ظاهره وباطنه، أكثر من غيره، ولأن الأِبعد لا يُؤمَنُ أن يقْدَحَ في نسبه بخلاف القريب، وما يُقال من أنَّ القريب مُتَّهمٌ في الإِخبار عن نسب قريبه بما يَقْتضي شرفًا وفخرًا ولو كان عدوًّا لدخوله في شرف النسب الجامع لهما غير وارد، لأن عداوة الكفر تمنع ذلك، ولحضور جماعته معه.

وقوله: "فقال: أدْنُوهُ منّي" قال، أي هِرَقْل، وأدنوه بهمزة قطع، وإنما أمر بإدناء أبي سفيان لِيُمْعِنَ في السؤال، ويَشْفِيَ غليله.

وقوله: "وقَرِّبُوا أصحابه واجعلوهُمْ من وراء ظهره" أي: لئلا يَسْتَحْيُوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب، كما في رواية الواقِدِيِّ تصريحًا.

وقوله: "ثم قالَ التَرْجُمان: قُل لهم إني سائلٌ هذا" يعني أبا سفيان "عن هذا الرَّجل " يعني النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأشار إليه إشارة القرب لقرب العهد بذكره، أو لأنه معهودٌ في أذهانهم.

وقوله: "فإن كَذَبَنِي" بتخفيف الذال أي: نقل إلى الكذب.

وقوله: "فكذَّبوه" بتشديد الذال، وكذب بالتخفيف يتعدى إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>