للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعريفًا وتنكيرًا فالمعرف الاسم، والمنكر الخبر، ولا يعكس إلا في الضرورة، وإن جعلناها موصولة جاز الأمران لكن المختار جعل "أن قال" هو الاسم لكونه أعرف، وقوله: "كيف نسبه فيكم" أي: ما حال نسبه فيكم، أهو من أشرافكم أم لا؟.

وقوله: "قلت: هُو فينا ذُو نسب" أي صاحب نسب عظيم، فالتنوين للتعظيم على حد قوله تعالى: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:٢٧٩].

وقوله: "قال: فهل قال هذا القول منكم أحدٌ قطُّ؟ " قال، أي: هِرَقْل، وقَطُّ: ظرف مستغرق لماضي الزمان، وقد مر ما فيه من اللغات في الحديث الثالث، ومر هناك أنها لا تستعمل غالبًا إلا بعد النفي، وهنا جاءت بعد الاستفهام، وله حكم النفي، فكأنه قال: هل قال هذا القول أحد منكم أم لم يقله أحد قط؟ وقوله: "منكم" أي من قومه، يعني: قُرَيْشًا أو العرب، ويستفاد منه أن الشفاهي يعم لأنه لم يرد المخاطبين فقط، وكذا قوله: فهل قاتلتموه؟ وقوله: بماذا يأمركم؟.

وقوله: "قبلة" بالنصب على الظرفية، وفي رواية: "مثله" بدل قوله: قبله، وحينئذ يكون بدلًا من قوله: "هذا القول".

وقوله: "فهل كان من آبائه من ملك؟ " بزيادة من الجارة، وفي رواية: "ملك" بحذفها، وفي رواية: "مَنْ مَلَكَ" بفتح ميم من موصولة، وملك فعل ماض، والمعنى في الثلاثة واحد.

وقوله: "قال: فأشراف الناس اتَّبَعوهُ أم ضعفاؤهم؟. قلت: بل ضعفاؤهم" فيه إسقاط همزة الاستفهام من قوله: "فأشراف الناس" وهو قليل، وقد ثبتت للمصنف في التفسير، ولفظه "أيَتَّبِعُه أشراف الناس" والشرف علو الحَسَبِ، والمجد، والمكان العالي، وقد شَرُف بالضم فهو شريف، وقومٌ شرفاءُ وأشراف.

قلت: أجاب أبو سفيان هنا بأن الذين اتّبعوا النبي صلى الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>