والبَهْراني في نسبه نسبةً إلى بَهْراء بن عمرو بن الحاف بن قُضاعةَ أبو بطن من قُضاعة، يُمد وقد يُقصر، قال ابن سِيْدَهَ: لا أعْلم أحدًا حكى فيه القصر إلَّا كراع، وإنما المعروف فيه المد، أنشد فيه ثَعْلب:
وَقَد عَلِمت بَهْراءُ أنَّ سُيوفَنا ... سُيُوفُ النَّصارى لا يَليقُ بها الدَّمُ
والنسبة إليه بَهْراني، مثل بَحْراني، على غير قياس، النون فيه بدل من الهمزة، وبهراوي على القِياس، قال ابن جِنّيّ: من حُذّاق أصحابنا من يَذْهب إلى أن النون في بَهْراني إنما هي بدلٌ من الواو التي تُبْدَل من همزة التأنيث في النسب، وأن الأصل بَهْراويّ، وأن النون هناك بدلٌ من هذه الواو، كما أُبْدِلت الواو من النون في قولك: من وافد، وإن وقفتَ وقفتُ، ونحوه، وكيف تَصَرَّفَتِ الحال، فالنون بدل من الهمزة، قال: وإنما ذهب إلى هذا لأنه لم ير النون أبدلت من الهمزة في غير هذا، وكان يحتج في قولهم: إن نون فعلان بدل من همزة فعلاء، وليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذئب: ذيب، وفي جؤنة: جونة، إنما يريدون أن النون تُعاقِبُ في هذا المحل الهمزة، كما تعاقب لام المعرفة التَّنوين، أي: لا تجتمع معه، ولما لم تجامِعْه، قيل: إنها بدل منه، وكذلك النون والهمزة، قال: وهذا مذهب ليس بقصد.
والحِمْصيُّ في نسبهِ نسبةً إلى حمص بكسر الحاء وسكون الميم كُورة بالشام، أهلها يمانون، تذكر وتؤنث، وهي من أوسع مدن الشام، بها نهر عظيم، ولها رَسَاتِيق، سُميت بحِمص بن صِهْر بن حَمِيص بن صَاب ابن مكنف من بني عَمْلِيق، وقيل: حِمْص بن المهر بن حَاف، كما سميت حلب بحلب بن المهر، وقيل: سميت برجل من عامِلة هو أول من نزلها، وكانت حمص في قديم الزمان أشهر من دمشق. قال ابن حَوْقل هي أصح بلاد الشام تربةً، وليس فيها عقارب وحيات، افتتحها أبو عبيدة بن الجَرّاح سنة ست عشرة، ثم نافت، ثم صولحت، بها قبر سيدنا خالد