للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي ليلى، وممن بعدهم: مواليهم عبد الله بن دِينار، ونافِع، وزيد بن أسلم، وخالد، ومن غيرهم مُصعَب بن سَعد، وموسى بن طَلْحة، وعُروة ابن الزبيَر، وعطاء، وطارق، ومجاهِد، وابن سِيرين، والحسَن، وصَفْوان ابن مُحْرِز، وغيرهم.

وفي الصحابة أيضًا عبد الله بن عمر حرمي، يقال: إنه له صحبة، يُروى عنه حديث في الوضوء.

الأثر الخامس: وقال مُجاهِدٌ {شَرَعَ لَكُمْ ...}: أوصَيناك يا مُحمد وإيّاهُ دِينًا واحِدًا. والمراد من هذا التعليق أن الذي تظاهرت عليه الأدِلة من الكتاب والسنة هو شرع الأنبياء كلهم، وإنما خَصَّ نوحًا عليه السلام، لما قيل: إنه الذي جاء بتحريم الحرام، وتحليل الحلال، وأول من جاء بتحريم الأمهات والبنات والأخوات، ولا يقال: إن إياه تصحيف وقع في أصل البخاري في هذا الأثر، وإن الصواب وأنبياءه كما عند عَبْد بن حُميد، وغيره، كما يأتي، وكيف يُفرد مجاهد الضمير لِنوح وحده مع أن في السياق ذكر جماعة؟ لأنه أجيب بأن نوحًا عليه الصلاة والسلام أُفرد في الآية، وبقية الأنبياء عليهم السلام عَطْفٌ عليهم، وهم داخلون فيما وصّى به نوحًا، وكُلُّهُم مشتركون في ذلك، فذِكْرُ واحدٍ منهم يُغْنِي عن الكُلِّ.

على أن نوحًا أقرب مذكور في الآية، وهو أولى بعَوْد الضمير إليه في تفسير مجاهد، فتفسيرُه صحيح.

وهذا التعليق وصله عَبْد بن حُميد في تفسيره، والطَّبَريُّ والفِرْيابيُّ، وابن المُنْذر في تفاسيرهم ولكن لفظهم: يا محمَّد وأنبياءه.

ومجاهِد هو مجاهد بن جَبْر -بفتح الجيم- المكِّيُّ أبو الحجّاج المخْزُوميُّ المقرىء مولى السَّائبِ بن أبي السّائب.

وقال الفَضْل بن مَيْمون: سمعت مجاهدًا يَقُول: عَرَضْتُ القُرآن على ابن عَبّاس ثلاثين مرَّةً، وقال يحيى القطَّان: مُرسلات مجاهدٍ أحبُّ إليَّ من مرسلات عَطاء، وقال الأعْمش، عن مجاهد: لو كُنت قرأتُ على

<<  <  ج: ص:  >  >>