بمعنى مع، أو الضمير لله تعالى، وعلى أجلية، كقوله تعالى:{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}[البقرة: ١٨٥].
وقوله:{ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} أي: القرابة، واليَتَامى المحاويج منهما، ولم يُقَيِّد لعدم الإِلباس، لأن إيتاء الأغنياء هِبة لا صدقة، وقدم ذوي القُربى لأن إيتاءهم أفضل، لقَوْله عليه الصلاة والسلام كما في أحمد والتِّرْمِذيّ:"الصَّدَقَة عَلَى المِسْكِين صَدَقَةٌ، وعلى ذِي الرَّحِم صَدَقَةٌ وصلةٌ".
وقوله:{وَالْمَسَاكِينَ} جمع مسكين، وهو الدائم السكون لما أن الحاجة أسْكَنَتْهُ بحيث لا حراك به، أو دائم السكون والالتجاء إلى الناس كالمِسْكير الدائم السكر.
وقوله:{وَابْنَ السَّبِيلِ} المراد به المسافر المُنْقطع، وجُعِلَ ابنًا للسبيل لملازمته له، كمَا يُقال للصِّ القاطع: ابن الطريق، وقيل: هو الضيف، لأن السبيل يُعرف به.
{وَالسَّائِلِينَ} أي: الذين ألجأتهُمُ الحاجة إلى السؤال، قال عليه الصلاة والسلام كما أخرجه أحمد وأبو داود وابن أبي حاتم:"لِلسَّائِلِ حَقٌّ وإن جَاءَ عَلَى فرسٍ" وقيل: المساكين السابق ذكرهم، الذين لا يَسْألون وتُعْرَف حاجتهم بحالهم، وإن كان ظاهرهم الغنى، وأراد بالسّائلين المساكين الذين يَسْألون، فتُعرف حالهم بسؤالهم.
وقوله:{وَفِي الرِّقَابِ} أي في تخليصها، عامٌّ في إعانة المُكاتَبِين، وفكِّ الأُسارى، وابتياع الرِّقاب للعِتْق قُربةً، والرَّقَبَة مجازٌ عن الشخص.
وقوله:{وَأَقَامَ الصَّلَاةَ} عطف على صلة من، والمراد المفروضة، كالزكاة في قوله:{وَآتَى الزَّكَاةَ} والمراد بما مر من إيتاء المال نوافلُ الصدقات، أو حقوق كانت في المال غير مقدرة سوى الزكاة، واختُلف هل هي باقيةٌ أو نُسِخَت؟ والصحيحُ بقاؤها، لقوله: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ