أني لم أحْضُر شيئًا منها، وأستغفر الله عَزَّ وَجَلَّ من ذلك، وأتوب، إلا أنه ذكر أنه كانت بيده الراية يومئذ، فندمَ ندامةً شديدة على قتاله مع معاوية، وجعل يستغفرُ الله ويتوب إليه، وكان يلوم أباه على القتال في الفتنة بأدب وتُؤدَة، وكان رضي الله عنه طُوالًا أحمر عظيم الساقين أبيض الرأس واللحية، وعَمِي في آخر عمره.
ومع ما مرّ عن أبي هُريرة ما روي له قليل بالنسبة لما روي له، فقد رُوي له سبع مئة حديث، اتفقا على سبعة عشر، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين.
روى عن عُمر، وأبي الدَّرداء، ومُعاذ، وابن عَوْف، وعن والده عمرو.
وروى عنه من الصحابة ابن عُمر وأبو أُمامة، والمِسْوَر بن مَخْرمة، والسّائب بن يزيد، وأبو الطُّفَيْل، وعدد كثير من التابعين منهم سعيد بن المُسَيِّب، وعُروة، وطاووس، وعطاء بن يَسار، وعِكْرمة، ويوسف بن ماهَك، وعامر الشَّعْبي، ومسْروق بن الأجْدَع، وغيرهم.
مات بالشام سنة خمس وستين، وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين، وقيل: مات بمكة، وقيل: بالطائف، وقيل: بمصر، ودفن في داره، وقيل: مات بأرضه بالسبع من فلسطين.
والسَّهْمِيّ في نسبه نسبة إلى جده سَهْم المذكور في أجداده.
وعبد الله في الصحابة وفي الرواة أكثر من الحصر.
لطائف إسناده: منها أن هذا الإِسناد كله على شرط الستة ما عدا آدم فإنه ليس من شرط مسلم، وأبي داوود، ومنها أن شُعبة فيه يروي عن اثنين: أحدهما عبد الله بن أبي السَّفَر، والثاني إسماعيل بن أبي خالد، وكلاهما يرويانه عن الشَّعبيّ، ولهذا إسماعيل بفتح اللام عطفًا على عبد الله، وهو مجرور ولكن جر ما لا ينصرف بالفتحة، وفيه التحديث