مرّ الوليد بن مسلم في السادس والثلاثين من "مواقيت الصلاة"، ومرَّ الأوزاعي في العشرين من "العلم":
والثالث: شُرَحْبيلِ بن السَمط على وزن كتف، وقيل بكسر السين وسكون الميم ابن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة الكندي أبو يزيد، ويقال أبو السمط الشامي مختلف في صحبته. قال ابن سعد: جاهلي إسلامي وقد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهد القادسية وافتتح حمص وقسمها منازل، وجزم البخاري في تاريخه بأن له صحبة.
وذكره ابن حبان في الصحابة وقال: كان عاملًا على حمص، ومات بها ثم أعاده في ثقات التابعين.
وقال الحاكم: أبو أحمد له صحبة. وذكره ابن السكن وابن زبر في الصحابة، وذكره خليفة أنه كان عاملًا لمعاوية على حمص نحوًا من عشرين سنة.
وقال ابن عبد البر: شهد صفين مع معاوية، وله بها أثر عظيم، وثقه النسائي.
قال البغوي: ذكر في الصحابة ولم يذكر له حديث أسنده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكر له سيف بسنده أن سعد بن أبي وقاص استعمل شرحبيل بن السمط وكان شابًا وكان قاتل في الردة، وغلب الأشعث على الشرف، وكان أبوه قدم الشام مع أبي عبيدة، وشهد اليرموك، وكان شرحبيل من فرسان القادسية روى عن عمر وسلمان وعبادة بن الصامت وغيرهم. وروى عنه جبير بن نفسير وسالم بن أبي الجعد ومحكول وغيرهم.
له في "البخاري" ذكر في "صلاة الخوف" في هذا الأثر المعلق. قال أبو داود: مات بصفين. وقال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربعين. وقال غيره سنة اثنتين وأربعين. وقال صاحب "تاريخ حمص" سنة ست وثلاثين. قال في "الإصابة" وهذا غلط فإنه ثبت أنه شهد صفين وكانت سنة سبع وثلاثين، وفي ذلك يقول النجاشي الشاعر يخاطبه:
شرحبيل ماللدين فارقت أمرنا ... ولكن لبغض المالكي جرير
يعني جرير بن عبد الله البجلي كان الذي بينه وبين شرحبيل متباعدًا.