للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: فقام ومعه، في رواية حماد: فقام وقام معه رجال، وقد سُمّي منهم غير من ذكر في هذه الرواية عبادةُ بن الصامت، وهو في رواية عبد الواحد في أوائل التوحيد، وفي رواية شُعبة أن أسامة راوي الحديث كان معهم. وفي رواية عبد الرحمن بن عوف أنه كان معهم. وفي رواية شُعبة في الإِيمان والنُّذور "وأبي أو أبي" كذا فيه بالشك، هل بفتح الهمزة وكسر الموحدة وتخفيف الياء، أو بضم الهمزة وفتح الموحدة والتشديد، فعلى الأول يكون معهم زيد بن حارثة أيضًا. لكن الثاني أرجح, لأنه ثبت في رواية هذا الباب بلفظ "وأُبيّ بن كعب" والظاهر أن الشك فيه من شُعبة, لأن ذلك لم يقع في رواية غيره.

وقوله "فرفع" أي: بالراء، وفي رواية حماد "فدفع" بالدال، وبيّن في رواية شُعبة أنه وضع في حجره -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا السياق حذف، والتقدير: فمشوا إلى أن وصلوا إلى بيتها، فاستأذنوا، فأُذن لهم، فدخلوا، فرفع. ووقع بعض هذا المحذوف في رواية عبد الواحد، ولفظه "فلما دخلنا، ناولوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبيّ".

وقوله: ونفسه تتقعقع، قال: حسبت أنه قال: كأنها سِنّ، كذا في هذه الرواية, وجزم بذلك في رواية حماد ولفظه "ونفسه تقعقع كأنَّها في شَنٍّ، والقعقعة حكاية صوت الشيء اليابس إذا حرك، والشَّنُّ، بفتح المعجمة وتشديد النون، القربةُ الخَلِقَةُ اليابسة. وعلى الرواية الثانية شبه البدن بالجلد اليابس الخلق، وحركة الروح فيه. بما يطرح في الجلد من حصاة ونحوها، وأما الرواية الأولى فكأنه شبه النَّفْس بنَفْس الجلد، وهو أبلغ في الإِشارة إلى شدة الضعف، وذلك أظهر في التشبيه.

وقوله: ففاضت عيناه، أي: النبي -صلى الله عليه وسلم-، وصرح به في رواية شُعبة. وقوله: فقال سعد، أي: ابن عُبادة المذكور. وصرح به في رواية عبد الواحد. وفي ابن ماجه عن عبد الواحد "فقال عُبادة بن الصامت" والصواب ما في الصحيح.

وقوله: ما هذا، في رواية عبد الواحد "فقال سعد بن عُبادة، أتبكي؟ " زاد أبو نعيم في "المستخرج" وتنهى عن البكاء. وقوله: فقال هذه رحمة، أي: الدمعة أثر رحمة، أي: أنّ الذي يَفيض من الدمع من حُزن القلب بغير تَعمد من صاحبه، ولا استدعاء، لا مؤاخذةَ عليه فيه، إنما المنهيُّ عنه الجزع وعدم الصبر.

وقوله: وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، في رواية شُعبة في أواخر الطب "ولا يرحم الله من عباده إلا الرحماء" ومن، في قوله "من عباده" بيانيةٌ، وهي حال من المفعول قدمه، فيكون أوقع, والرحماء جمع رحيم، وهو من صيغ المبالغة، ومقتضاه أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>