والابنة المذكورة قيل إنها زينب، والابن قيل هو علي بن أبي العاص بن الربيع، وقيل: الصواب ابنة وأنها أمامة بنت أبى العاص، هذا على أن البنت زينب، وقيل: أن البنت فاطمة الزهراء، وأن الابن ولدها مُحْسِن بن عليّ بن أبي طالب. وها أنا اذكر من مرَّ، وأعَرِّف من لم يمر. مرت زينب في الثاني والثلاثين من الوضوء، ومرت فاطمة الزهراء في الخامس والمئة منه، ومرت أُمامة بنت أبي العاص بن الربيع في التاسع والمئة من استقبال القبلة. والباقي اثنان الأول: علي بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العُزّى بن عبد شمس بن أمية القرشيّ العبشميّ، سبطُ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أمه زينب عليها السلام، استُرضع في بني غاضرة، فافتصله النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم، وأبو العاص مشرك بمكة، وقال: من شاركني في شيء فأنا أحق به منه.
قال الزبير: توفي عليّ بن أبي العاص وقد ناهز الحُلم، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أردفه على راحلته يوم الفتح. وقال ابن منده: توفي وهو غلام، في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال ابن عساكر: ذكر بعض أهل العلم بالنسب أنه قتل يوم اليرموك.
والثاني محسّن، بتشديد السين، ابن عليّ بن أبي طالب، سبط النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي مسند أحمد عن علي قال: لما ولد الحَسَن سميته حربًا، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أروني ابني ما سميتوه؟ قلنا: حربًا، قال: بل هو حسن. فلما ولد الحُسين، فذكر مثله، وقاله: بل هو حُسين، فلما ولد الثالث قال مثله، وقال: بل هو مُحَسِّن، ثم قال. "سميئهم بأسماء ولد هارون شَبَر وشُبَير ومُشَبَّر" إسناده صحيح.
والرجال المبهمون، ذكر منهم في غير هذه الرواية, عبادةُ بن الصامت وعبد الرحمن بن عوف وأسامة بن زيد راوي الحديث، وقيل: فيهم أبوه زيد بن حارثة، وهؤلاء قد مرّوا، مرَّ عبادة بن الصامت في الحادي عشر من الإِيمان, ومرَّ عبد الرحمن في السابع والخمسين من الجمعة، وأسامة مرَّ محله في رجال السند ومرَّ أبوه زيد بن حارثة في التاسع من كتاب الجنائز هذا، فلم يبق من جميع من ذكر في هذا الحديث إلا سعد بن عبادة. وها أنا أذكر تعريفه فأقول:
هو سَعْد بن عُبادة بن دُليم بن حارثة بن حَرام بن خُزيمة بن ثَعْلبة بن طَريف بن الخَزْرج بن سَاعدة بن كعب بن الخزرج، الأنصاريّ، سيد الخزرج، يكنى أبا ثابت، وأبا قيس، وأمه عمرة بنت مسعود، لها صحبة، وماتت في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، شهد سعدٌ العقبة، وكان أحد النقباء.
واختلف في شهوده بدرًا، فأثبته البخاريّ، وقال ابن سعد: كان يتهيّأ للخروج فنهس، فأقام، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لقد كان حريصًا عليها" وكان يكتب بالعربية، ويُحسن العَوْم والرمي، فكان يقال له الكامل. مشهورًا بالجود هو وأبوه وجده وولده. يقال: لم يكن في العرب أربعة مطعمُون يتوالون