منه أن طلبهم الشفاعة يقع حين تزلف لهم الجنة. وفي أول حديث أبي سعيد عند مسلم "أنا أول من تنشقُّ عنه الأرض" وفيه "فيفزع الناس ثلاث فزعات، فياتون آدم .. " الحديث.
قال القرطبيّ: كأنَّ ذلك يقع إذا جيء بجهنم، فإذا زَفَرَت فَزِع الناس حينئذ، وَجَثوا على رُكَبهم. وقوله: حتى يريحنا، في رواية مسلم: فيريحنا، وفي رواية ثابت عن أنس "يطول يوم القيامة على الناس، فيقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فليستشفع بنا إلى ربنا، فليقض بيننا" وفي رواية سَلْمان "فإذا رأوا ما هم فيه، قال بعضهم لبعض: ائتوا أباكم آدم" وفي رواية حُذيفة وأبي هُريرة "فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنة". وقوله:"فيأتون آدم، في رواية شيبان "فينطلقون حتى يأتوا آدم، فيقولون: أنت الذي .. " وفي حديث مُسلم "يا آدم أنت أبو البشر .. " وفي حديث أبي بكر "أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله".
وقوله: ونفخ فيك من روحه، زاد في رواية همام "وأسكنك جنته، وعلمك أسماء كل شيء". وقوله: فاشفع لنا عند ربنا، في رواية مسلم "عند ربك". زاد أبو هريرة "ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما بلغنا؟ " وقوله: لست هناكم، قال عياض: هو كناية عن أن منزلته دون المنزلة المطلوبة. قاله تواضعًا وإكبارًا لما يسألونه. قال: وقد يكون فيه إشارة إلى أن هذا المقام ليس لي بل لغيري، وفي رواية سعيد بن هلال "فيقول: لست لها" وكذا في بقية المواضع. وفي رواية حُذيفة "لست بصاحب ذاك" وهو يؤيد الإشارة المذكورة.
وقال بعض العلماء: إن فيه استعمال ظرف المكان في الزمان، لأن هنا ظرف مكان، فاستعملت في ظرف الزمان، لأن المعنى لست في ذلك المقام. وفي هذا نظر، إنما هو ظرف مكان على بابه، لكنه المعنويّ لا الحسيّ، مع أنه يمكن حمله على الحسيّ، لما جاء من أنه عليه الصلاة والسلام يباشر السؤال بعد أن يستأذن في دخوله الجنة. وعلى قول من يفسر المقام المحمود بالقعود على العرش يتحقق ذلك أيضًا. وقوله: ويذكر خطيئته، زاد مسلم "التي أصاب" والراجع إلى الموصول محذوف، تقديره أصابها. زاد همام في روايته "أكْلَه من الشجرة وقد نُهِيَ عنها" وهو ينصب أكله بدل من خطيئته.
وفي رواية هشام "فيتذكر ذنبه، فيستحي" وفي رواية ابن عباس عند أحمد "إني قد أُخرجتُ بخطيئتي من الجنة" وفي رواية أبي سعيد "وإني أَذنبتُ ذنبًا فأُهبطْتُ به إلى الأرض" وفي رواية حُذيفة وأبي هُريرة معًا "هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم؟ ". وفي رواية ثابت عن سعيد بن منصور "إني أخطأت وأنا في الفردوس، فإن يغفر لي اليوم حسبي" وفي حديث أبي هُريرة "إنَّ ربيّ غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي نفسي، إذهبوا إلى غيري". وقوله: ائتوا نوحًا أول رسول بعثه الله، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته. وقوله. ائتوا نوحًا، في رواية مسلم: ولكن ائتوا نوحًا أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحًا. وفي رواية هشام "فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل