للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحي الموتى. وقوله: فيأتونه، في رواية مسلم "فيأتون عيسى، فيقول: لست هناكم". وفي رواية أبي هريرة "فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيًا، إشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فذكر مثل آدم قولًا وجوابًا، لكن قال: ولم يذكر سببًا، لكن في التِّرمذيّ عن أبي سعيد أني عُبدت من دون الله، وفي رواية أحمد والنَّسائيّ عن ابن عباس "إني اتُّخِذْت إلهًا من دون الله".

وعند سعيد بن منصور نحوه، وزاد "وإن يغفر لي اليوم حسبي". وقوله "ائتوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فاستأذن على ربي .. الخ". في رواية مسلم "عبد غفر له .. " الخ. وفي رواية معتمر "انطلقوا إلى ما جاء مغفورًا له، ليس عليه ذنب" وفي رواية ثابت "خاتم النبيين قد حضر اليوم، أرأيتم لو كان متاع في وعاء قد ختم عليه، أكان يقدر على ما في الوعاء حتى يُفَضَّ الخاتَم؟ " وعند سعيد بن منصور "فيرجعون إلى آدم فيقول: أرأيتم .. الخ" وفي حديث أبي بكر "ولكن انطلقوا إلى سَيِّد وَلَد آدم، فإنه أول من تنشق عنه الأرض".

وقد اختلفوا في تأويل قوله تعالى {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} وقد مرَّ ما فيه من الخلاف في حديث باب "أنا أعلمكم بالله" من كتاب الإيمان. ويستفاد من قول عيسى في حق نبينا هذا، ومن قول موسى: إني قتلت نفسًا بغير نفس، وإن يغفر لي اليوم حسبي، مع أن الله غفر له بنص القرآن العظيم -التفرقةُ بين من وقع منه شيء، ومن لم يقع منه شيء أصلًا، فإن موسى عليه السلام مع وقوع المغفرة له، لم يرتفع اشفاقه من المؤاخذة بذلك، ورأى في نفسه تقصيرًا عن مقام الشفاعة مع وجود ما صدر منه، بخلاف نبينا -صلى الله عليه وسلم- في ذلك كله، ومن ثمَّ احتج عيسى بأنه صاحب الشفاعة، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، بمعنى أن الله أخبر أنه لا يؤاخذه بذنب لو وقع منه.

وقوله: فيأتوني، في رواية النضر بن أنس عن أبيه؛ حدثني نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إني لقائم ثمَّ انتظر أمتي تعبر الصراط، إذ جاء عيسى فقال: يا محمد، هذه الأنبياء قد جاءتك يسألون لتدعو الله أن يفرق جمع الأمم إلى حيث يشاء، نعم ما هم فيه". فأفادت هذه الرواية تعيين موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- حينئذ، وأن هذا الذي وصف من كلام أهل الموقف، كله يقع عند نصب الصراط، بعد تساقط الكفار في النار، كما يأتي قريبًا، وأن عيسى عليه السلام، هو الذي يخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن الأنبياء جميعًا يسألونه في ذلك.

وأخرج التِّرمذيّ وغيره عن أبيّ بن كعب في نزول القرآن على سبعة أحرف، وفيه وأخرت الثالثة ليوم ترغب إلى فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام، وفي رواية معبد بن هلال "فيأتؤني فأقول: أنا لها" زاد عقبة بن عامر في الزهد لابن المبارك "فيأذن الله لي فأقوم، فيثور من مجلسي أطيب ريح شمها أحد" وفي حديث سلمان بن أبي بكر بن أبي شيبة "يأتون محمدًا فيقولون: يا نبي الله، أنت

<<  <  ج: ص:  >  >>