إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان، ويقول: إنهم لا يكفِّرون من قتله وخذلانه إلا بذلك، ويقول: إن قاتله وخاذله سواء في نثر ونظم كتب لهم به، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك، ويُنكِر عليه مقالته، ويعرفه أنه ليس أهلا لما يطلبه، وفي جواب سعد له:
معاويَ داؤك الدّاءُ العياءُ ... وليسَ لما تجيءُ به دواءُ
أيَدْعوني أبو حَسنٍ عليٌّ ... فَلَم أرْدُدْ عليه ما يشاءُ
وقُلتُ له ابْغِني سَيفًا بصيرًا ... تُمازُ به العداوة والولاءُ
فإن الشّرّ أصغرُهُ كثيرٌ ... وإنَّ الظّهر تُثقلُهُ الدّماءُ
أتَطمعُ في الذي أعطى عليًّا ... على ما قَد طِمِعْتَ به العَفاءُ
فأمّا أمرُ عثمان فدَعْهُ ... فإنَّ الرّأي أذْهَبَه البَلاءُ
وقد سئل علي - رضي الله عنه - عن الذين قعدوا عن نصرته وبيعته، فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصُروا الباطل.
رُوي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئتا حديث وسبعون حديثًا، اتفقا على خمسة عشر منها، وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بثمانية عشر.
روى له الجماعة.
وروى عنه: بنوه إبراهيم، وعامر، ومصعب، وعمر، وعائشة، وروى عنه من الصحابة: ابن عباس، وابن عُمر، وعائشة، وجابر بن سَمُرة، ومن كبار التابعين: سعيد بن المُسيِّب، وأبو عثمان النَّهْديّ، وقيس بن أبي حازم، وعلْقمة، والأحْنف بن قَيس، وآخرون.
مات رضي الله عنه بقصوه بالعقيق على عشرة أميال من المدينة سنة سبع وخمسين، وقيل: خمس، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وحمل إلى المدينة على أعناق الرجال، وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذٍ