للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والي المدينة ودفن بالبقيع في جُبة صوف لقي المشركين فيها يوم بدر، أوصى أن يُكَفّن فيها، وهو آخر العشرة موتًا.

وفي الحديث لفظ فلان مبهم، والمراد به جُعَيْل بن سُراقة الضّمْريّ.

روى ابن إسحاق في "المغازي" قيل: يا رسول الله أعطيت عُيينة ابن حِصن، والأقرع بن حابس مئة مئة وتركت جُعيلًا، فقال: "والذي نفسي بيده لَجُعيل بن سُراقةَ خير من طِلَاع الأرض مثل عُيينة والأقرع، ولكني أتألفهما وأكل جعيلًا إلى إيمانه" وهذا مرسل حسن.

وروى الرُّوياني في "مسنده" وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" عن أبي ذرٍّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "كيف ترى جُعيلًا؟ " قلت: مسكينًا كشكله من الناس. قال: "وكيف ترى فلانًا؟ " قلت: سيدًا من السادات، قال: "لجعيلٌ خير من ملء الأرض مثل هذا؟ " قال: قلت يا رسول الله: ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع؟ قال: "إنه رأس قومه، فأتألفهم" وإسناده صحيح.

وروى ابن منْده أن جعيلًا أُصيبت عينه في بني قريظة، وجُعيلٌ هذا قيل: أنه هو جعال بن سراقة مصغر، وقيل: إنهما اثنان أخوان.

لطائف إسناده: منها أن فيه التحديث والعنعنة والإِخبار، وفيه ثلاثة زُهريين مدنيين، وفيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض باعتبار الرواية الآتية: وهم: ابن شِهاب، وعامر، وصالح. وصالح أكبر من ابن شهاب لأنه أدرك ابن عُمر رضي الله عنهما، وفيه رواية الأكابر عن الأصاغر، ومنها أن قوله: عن سَعد أن رسول الله هكذا هو هنا، ووقع في رواية الإِسماعيلي عن سعد هو ابن أبي وقّاص.

أخرجه البخاري هنا، وفي الزكاة عن محمَّد بن عزيز وغيره، وأبو داود عن طريق مَعْمر، واعتُرض على مسلم في بعض طرق هذا الحديث في عدم جعله لمعمر بين سفيان والزُّهري، والمحفوظ هو كونه عن سفيان

<<  <  ج: ص:  >  >>