للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قتل الرجل ثم إحياثه لم يستمر له فيه، ولا في غيره، ولا استضر به المقتول إلا ساعة تألمه بالقتل، مع حصول ثواب ذلك له، وقد لا يكون وجد للقتل ألمًا لقدرة الله تعالى علي دفع ذلك عنه، قلت: وهذا هو الظاهر عندي، وقال ابن العربي: الذي يظهر على يد الدجال من الآيات: من إنزال المطر، والخصب على من يصدقه، والجدب على من يكذبه، واتباع كنوز الأرض له، وما معه من جنة ونار، ومياه تجري كل ذلك محنة من الله، واختبار ليهلك المرتاب، وينجو المتيقن، وذلك كله أمر مخوف، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا فتنة أعظم من فتنة الدجال، وكان يستعيذ منها في صلاته تشريعًا لأمته.

وأما قوله في الحديث الآخر عند مسلم: "غير الدجال أخوف لي عليكم" فإنما قال ذلك للصحابة؛ لأن الذي خافه عليهم أقرب إليهم من الدجال، فالقريب المتيقن وقوعه لمن يخاف يشتد الخوف منه على البعيد المظنون وقوعه به، ولو كان أشد.

وقوله: "فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني الآن في رواية أبي الوداك: "ما أزددت فيك إلا بصيرة، ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس وفي رواية عطية: "فيقول له الدجال: أما تؤمن بي؟ فيقول: أنا الآن أشد بصيرة فيك مني، ثم نادى في الناس: يا أيها الناس، هذا المسيح الكذاب؛ من أطاعه فهو في النار، ومن عصاه فهو في الجنة"، ونقل ابن التين عن الداودي أنه إذا قال ذلك للدجال، ذاب كما يذوب الملح في الماء؛ كذا قال، والمعروف أن ذلك إنما يحصل للدجال إذا رأى عيسى بن مريم.

وقوله: "فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه" في رواية أبي الوداك: "فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاس، فلا يستطيع إليه سبيلًا" وفي رواية عطية: "فقال له الدجال: لتطيعني أو لأذبحنك، فقال: والله لا أطيعك أبدًا، فأمر به، ناضجع، فلا يقدر عليه، ولا يتسلط عليه مرة واحدة" زاد: "فأخذ بيديه ورجليه فألقي في النار وهي غبراء ذات دخان وفي رواية أبي الوداك: "فيأخذ بيديه ورجليه، فيقذف به، فيحسب الناس أنه قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة" زاد في رواية عطية: "قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ذلك الرجل أقرب أمتي مني، وأرفعهم درجة" وفي رواية أبي الوداك: "هذا أعظم شهادة عند رب العالمين"، وعند أبي يعلى، وعبد بن حميد، عن عطية: "أنه يذبح ثلاث مرات، ثم يعود ليذبحه الرابعة فيضرب الله على حلقه بصفيحة نحاس، فلا يستطيع ذبحه"، والأول هو الصواب، وفي حديث عبد الله بن عمرو رفعه في ذكر الدجال: "يدعو برجلٍ لا يسلطه الله إلا عليه" فذكر نحو رواية أبي الوداك، وفي آخره: "فيهوي إِليه بسيفه، فلا يستطيعه، فيقول: أخِّروه عني"، وفي حديث عبد الله بن المعتمر: "ثم يدعو برجل فيما يرون، فيؤمر به فيقتل، ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدة، فيفرق بينها، حتى يراه الناس، ثم يجمعها، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>